لا يمضي يوم دون أن يقصد الفلسطيني الجريح رجاء عويضة (45 عامًا) أطلال منزله الذي دمّرته غارة إسرائيلية على مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 18 شخصًا بينهم أبناؤه الأربعة، فيما أُصيب هو بجروح خطيرة خلال القصف، فقد على إثرها قدميه وعينيه، إضافة إلى حروق في ظهره وأجزاء مختلفة من جسده.
وبقلب مثقل بالألم، يتأمل عويضة أطلال منزله الذي كان مصدرًا للأمان والدفء له ولعائلته، أما اليوم فقد بات شاهدًا صامتًا على مأساة لا تُنسى.
ويجلس عويضة على كرسي متحرّك متهالك أمام ركام منزله، تُحيط به مجموعة من الشبان الذين يساعدونه في التنقّل وتلبية احتياجاته اليومية.
وينظر عويضة بحزن إلى الحجارة المتناثرة، وكأنما يبحث بينها عن ضحكات أبنائه وذكرياتهم التي ما زالت حية في مخيلته، حيث تحمل كل زاوية منهارة قصة لهم.
ويأمل الفلسطيني مبتور القدمين بالحصول على كرسي متحرّك كهربائي يساعده على التنقّل بسهولة، وتلقّي العلاج اللازم لتعافي عينه المصابة وجسده الذي لا يزال يعاني من آثار الحروق، حتى يتمكّن من استعادة جزء من حياته التي دمّرتها الإبادة الإسرائيلية.