يُعتبَر التهاب الأنف التحسسي بمثابة "ردة فعل مناعية" مُبالَغ بها، وتتنوّع أعراضه بين العطس والاحمرار والحكة والعيون الدامعة، ويضاف إلى ذلك التورم حول العينين.
عن هذا المرض، المعروف أيضًا باسم حمى القش أو طلاع، تحدّث الدكتور طارق خريس المتخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة إلى "العربي"، مفصّلًا أعراض وأسباب التهاب الأنف التحسسي وسبل علاجه.
التهاب الأنف التحسسي.. التعريف والأعراض
بحسب خريس، فإنّ لتهاب الأنف التحسسي هو ردّ فعل مناعي مبالغ فيه عند البعض، فأي شخص عادي لا يعاني من الحساسية لن يشعر بشيء إذا تعرّض لبعض المواد الموجودة في الهواء، في حين أن من يعاني من الحساسية سيظهر جسمه ردّ فعل مبالغًا فيه، ما سيؤدي إلى ظهور بعض الأعراض.
أما أبرز أعراض حساسية الأنف، وفقًا للطبيب المختصّ، فهي العطس، الحكّة الشديدة بالأنف، إفراز مادة شفافة، احمرار الأنف والعينين بالإضافة إلى انسداد مجرى التنفّس الأنفي.
وأعراض التهاب الأنف قد يكون سببها الحساسية أو التهاب بكتيري أو التهاب الفيروسات، ويبقى الفرق الأساسي بين الحساسية والالتهابات الأخرى هو وجود الأعراض العامة الثانية للعدوى، وهي بشكل أساسي التعب العام والحرارة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يشير خريس إلى ضرورة استشارة المصاب بالحساسية طبيبه في حال بدأت الأعراض تؤثر على حياته اليومية، وتسبب له الإزعاج الكبير.
ويؤكد أن نسبة الناس المصابين بالحساسية من 10% إلى 30% من المجتمع، لذا لا ضرورة في أن يزور كل من يعاني عوارض عادية أو خفيفة خلال فترات متباعدة الطبيب، بينما ينصح من يعاني أعراضًا مستمرة ومزعجة طلب المساعدة المختصّة.
ويشير الطبيب إلى أنه وبشكل خاص خلال هذه الفترة في ظلّ انتشار جائحة كورونا، يجب الانتباه أكثر كون جزء من المصابين بكوفيد-19 قد لا يعانون من أعراض قاسية، إذ لا يشعر كل مرضى كورونا بالتعب العام والحرارة والالتهاب في القصبة الهوائية.
عامل الخطورة في التهاب الأنف التحسسي
يظهر عامل الخطورة عندما لا تعود العوارض محصورة بالأنف وتصبح مبالغًا فيها أو في حال استمرت لفترات طويلة؛ إذ قد تتطوّر الالتهابات في الجيوب الأنفية وتشكّل صعوبات تنفسية وتكبر إذا لم تعد الحساسية تتمركز بالأنف، أي تمتد إلى البلعوم والقصبات الهوائية، وأحيانًا إلى الشعب الهوائية، وهنا يكون المريض بحاجة إلى علاج مباشر كي لا تسوء حالته.
علاج التهاب الأنفس التحسسي
بحسب الدكتور طارق خريس، هناك طريقتان لعلاج التهاب الأنف التحسسي:
- السيطرة على الأعراض والوقاية المسبقة، أي يفضّل أن يبدأ العلاج مبكّرًا كي يكون أكثر فعالية، وينصح مرضى الحساسية الموسمية على سبيل المثال ومن يعانون من حساسية من الزيتون أن يبدأوا العلاج قبل أسبوعين من الموسم أي قبل ظهور الأعراض.
- العلاج المناعي وهو تعديل ردّ الفعل المناعي للجسم عبر تعريض المريض للمادة التي يتحسس منها بجرعات قليلة لا تؤدي إلى تشكّل الأعراض، كون الجهاز المناعي لن يلاحظها ويتم رفع الجرعات بشكل تدريجي وطويل الأمد.
ويطبق العلاج سواء عبر إبر تحت الجلد أو تحت اللسان، وقد يستغرق من سنتين إلى ثلاث سنوات للحصول على النتيجة المرجوّة.
الوقاية من التهاب الأنف التحسسي:
وتتمّ الوقاية من الحساسية على المواد المنتقلة في الجو من خلال التحكم في المحيط الخارجي الذي يعيش فيه المصاب، وإقفال النوافذ في المنزل والسيارة، يضاف إلى ذلك استخدام قماش لا يحتفظ بالغبار لأغطية الوسائد والسرير، واستبدالها بأخرى نظيفة بشكل أسبوعي.
إلا أن موضوع الوقاية بحدّ ذاته صعب وفق خريس، لأنه يوجد في بعض الحالات متسبب للتحسس في الهواء عن بعد 25 مترًا من المريض قد يؤدي إلى ظهور الأعراض، أما من يعاني من تحسس على أنواع معينة من المنظفات وغيرها من المواد فيجب عليه الابتعاد عنها والامتناع عن استخدامها.