كانت القدس المحتلة، وما تزال، محوراً أساسياً من محاور القضية الفلسطينية، وما تتعرّض له اليوم من اعتداءاتٍ إسرائيلية ومحاولات تهجير أهاليها تذكر بمشاهد النكبة، وللمفارقة هي تأتي مع الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة، ما يشكّل فرصة للفلسطينيين بشكل عام، والسلطة بشكل خاص، لإعادة الاعتبار للقضية، والخروج بها مما تعيشه من أزمات، سواء ما يتعلق بالحالة السياسية العامة، أو بما يمكن تسميتها "المؤسسات الرسمية".
لا يمكن الجدال اليوم بأن القضية الفلسطينية تعيش أسوأ أوضاعها، ولا سيما بعد تراجعها في قائمة الأولويات السياسية العامة، ليس بالنسبة إلى الدول الغربية فحسب، والتي من المفترض أن تكون الفاعل الأساسي في الملف، بل بالنسبة إلى الدول العربية أيضاً، على الصعيدين الرسمي والشعبي، بعدما تقدّمت قضايا أخرى وصراعات أخرى، لا تزال مشتعلة، على القضية الفلسطينية، إضافة إلى انضمام بعض الدول العربية إلى قطار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي أسقط القضية من الحسابات الرسمية.