سوريا لا خبز ولا حرية
في عام 2003 كتب الصحفي البريطاني آلان جورج كتابه "سوريا: لا خبز ولا حرية" يوثق في تجربة ربيع دمشق التي بدأت مع وصول بشار الأسد إلى السلطة عام 2000، خلاصة الكتاب أن نظام الأسد يريد إسكات السوريين لأن لديه مشروعا إصلاحيا يتعلق بإطعام السوريين وتحسين وضعهم الاقتصادي، لكن مع انتشار قصص فساد رامي مخلوف تبين واضحا أن الأسد في الحقيقة لا يمنح السوريين الخبز بعد أن سلبهم الحرية.
لا تنطبق هذه المقولة على الأسد كما تنطبق اليوم، حيث يستمر تدهور الاقتصاد السوري بشدة وسط الحرب المستمرة التي بدأت في عام 2011، وتراجع بأكثر من 80% من 2010 إلى 2021.
يلقي النظام السوري دائما باللوم على العقوبات الدولية في السقوط الحر لليرة السورية والافتقار إلى الخدمات الأساسية، لكن يتعمد أن يتناسى التدمير الممنهج الواسع النطاق للبنية التحتية عبر البراميل المتفجرة على مدى السنوات العشر الماضية، لقد تراجع الاستهلاك والإنتاج الداخليان، وانخفض الدعم عن السلع الأساسية، وارتفع التضخم، وتبخرت احتياطيات النقد الأجنبي، وانخفضت قيمة الليرة السورية بشكل كارثي، وانخفضت القوة الشرائية للأسر ليست المتوسطة فحسب وإنما تلك الغنية.