عاد اسم الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الواجهة مجدداً مع الحديث عن صفقة تبادل بين نتنياهو وبشار برعاية موسكو، ومع عودة النبش الروسي في مقابر سورية وفلسطينية بحثاً عن رفاته أو رفات إسرائيليين آخرين. لكوهين أهمية معنوية خاصة، هي ما يحرّك نتنياهو لإعادة رفاته قبل خوض الانتخابات المقبلة، وهي ما منع في أوقات سابقة زجه في عمليات تبادل بين الأسد الأب وتل أبيب. بسببها أيضاً، دُفن في موقع شديد السرية، ويٌقال أنه كان يُغيَّر باستمرار لئلا تعرف إسرائيل مكانه، ولكي لا يبقى معروفاً من قبل رجال السلطة أنفسهم باستثناء المستوى الأعلى.
قبل حوالى ثلاث سنوات، أثارت استعادة ساعة يد كوهين ضجة، إذ هنّأ نتنياهو الموساد على استعادتها بعملية خاصة، بينما تم تداول رواية عن شرائها من بلد عدو "أي من سوريا"، حيث من شبه المؤكد أن هذا التذكار كان في حوزة شخصية من المستوى الأعلى للسلطة. ولا يخفى أن الآمال الإسرائيلية باستعادة الرفات انتعشت في السنوات العشر الأخيرة بسبب حاجة بشار إلى الغطاء الإسرائيلي، وانتعشت أكثر مع التدخل العسكري الروسي بوجود بوتين في الكرملين.
في 18 أيار 1965 سارعت سلطة البعث إلى إعدام كوهين شنقاً، ودُفن في مكان سري إثر تحقيق ومحاكمة مستعجلين وفق الرأي الشائع آنذاك. سبب الاستعجال الذي كان يسرّبه المسؤولون هو التخلص من إحراج الوساطات الدولية، وأيضاً لئلا يكون هناك وقت لدى الموساد لمحاولة تحريره، أو لاستعادة جثته بعد الإعدام. أما الرأي الذي كان شائعاً في أوساط عامة الناس فيردّ الاستعجال إلى رغبة سلطة البعث في التخلص سريعاً من فضيحة اختراق كوهين المستويات العسكرية العليا، واستغلال التحقيق والمحكمة لتصفية حسابات داخلية ستمهد لتصفيات أوسع في 23 شباط 1966.