الخميس 21 نوفمبر / November 2024

آخرها نيكاراغوا.. ما دلالة قطع دول أميركا اللاتينية علاقاتها بإسرائيل؟

آخرها نيكاراغوا.. ما دلالة قطع دول أميركا اللاتينية علاقاتها بإسرائيل؟

شارك القصة

قطعت دول في أميركا اللاتينية علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب على خلفية حرب الإبادة الجماعية في غزة- غيتي
قطعت دول في أميركا اللاتينية علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب على خلفية حرب الإبادة الجماعية في غزة- غيتي
تسجّل خطوات متزايدة في أميركا اللاتينية تجاه القضية الفلسطينية وللضغط على إسرائيل فيما تتعالى أصوات تطالب بوقف الحرب على غزة في أوروبا.

انضمت نيكاراغوا إلى بوليفيا وتشيلي وكولومبيا وفنزويلا ودول أخرى بأميركا اللاتينية، التي تضم 33 دولة عضوًا في الأمم المتحدة، في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب، على خلفية حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل على قطاع غزة، والعدوان المستمر على لبنان.

وقد طالبت حكومة نيكاراغوا تل أبيب، بالامتثال لجميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بإقامة دولة فلسطين، دولة حرة، وذات سيادة مستقلة، واضعة حكومة بنيامين نتنياهو في مربع الحكومة الفاشية، التي ترتكب الإبادة الجماعية.

وتزامنت خطوة ماناغوا مع تصريحات رئيسة المكسيك الجديدة كلاوديا شينباوم التي دعت العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطينية من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكّدة أنَّ الحرب لن تؤدي إلى وجهة جيدة.

وتسجّل خطوات متزايدة في منطقة حيوية من العالم تجاه القضية الفلسطينية. فأمام جماعات الضغط الإسرائيلي في أميركا اللاتينية والتيارات اليمينية المساندة لتل أبيب، تيارات أخرى ونخب ثقافية تعارض أميركا وتدين إسرائيل.

وفي أوروبا التي تتعالى فيها الأصوات لوقف الحرب، يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن باريس لن تقبل بأن يتعمّد الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان من جديد، مؤكدًا أنَّ وقف تصدير السلاح المستخدم في غزة ولبنان، هو الرافعة الوحيدة لإنهاء النزاعات.

يشار إلى أن تل أبيب رفضت استقبال جوزيب بوريل، وهو أرفع مسؤول في السياسة الخارجية الأوروبية، بذريعة عدم وجود موعد له في أجندة المسؤولين الإسرائيليين.

مناهضة سطوة القوة

وفي هذا السياق، يشير مدير المركز اللاتيني العربي للأنباء علي فرحات إلى أن جميع الحكومات في أميركا اللاتينية، التي تدين الحرب على غزة وتلجأ إلى مواقف قوية ضد إسرائيل، هي "حكومات يسارية تتبنى عقيدة تعتمد على مواجهة الامبريالية ومساعدة الدول الفقيرة التي تُعتبر مشابهة لها". 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من أكواسو في البرازيل، يلفت فرحات إلى أن "دول أميركا اللاتينية أصبحت تتعاطى بقلق شديد مع العالم المتفلت وسقوط القانون الدولي والمؤسسات الدولية"، موضحًا أن "دول أميركا اللاتينية هي دول ضعيفة وترى أن القواعد التي تُطبّق على الشرق الأوسط الآن، يمكن أن تُطبق عليها". 

كما يعتبر فرحات أن ما يحصل الآن هو "سطوة القوة أمام صمت عالمي"، لذا تعتبر الكثير من الدول اللاتينية أن ما يحصل من جرائم حرب ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني إنما "هو كسر لكل إرادات الدول وعملية استعباد جديد لها لإيقاعها تحت سطوة العالم الجديد".

و"لذا تلجأ هذه الدول إلى مناهضة هذا الأمر لأنه يشكل خطرًا كبيرًا على جميع الدول الفقيرة، حيث ترى الدول اللاتينية أنها تملك ثروات" بحسب فرحات الذي يؤكد أن "موقف هذه الدول هو عقائدي وأخلاقي بالدرجة الأولى فيما يأتي الموقف السياسي في الدرجة الثانية". 

بين موقف فرنسا وإرادة أميركا

وبشأن الموقف الأوروبي، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في المدرسة العليا بباريس الدكتور جان بيير ميليلي أن فرنسا اتخذت خطوات لدعم فلسطين حيث عقدت مؤتمرًا دعمًا لها في بداية العدوان على غزة. 

ويلفت في حديث إلى التلفزيون العربي من باريس إلى أن فرنسا "منهمكة بحشد الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي في لبنان".  

ويرى ميليلي أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، "ساندت الولايات المتحدة إسرائيل وساعدتها وزودتها بالأسلحة وسكتت عن الجرائم الكبرى"، معتبرًا أن "واشنطن هي التي تقرر إذا أرادت"، لكنه "يعتبر أنه يبدو أنها لا تريد أن تلجم مغامرة إسرائيل الحربية المدمرة".  

منطلقات مختلفة للمواقف الأوروبية والعربية

من جهته، يعتبر أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا د. إبراهيم فريحات أن أوروبا، وفرنسا تحديدًا، تمسك العصا من الطرف لأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو أول من دعا إلى تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب بعد أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كما رفض الانضمام إلى بلجيكا والنرويج وإسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الدوحة، يوضح فريحات أن فرنسا لم تدع لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بعد عام على حرب الإبادة "إلّا بعد أن وصلت الحرب إلى لبنان ما جعلها تطالب بوقف تصدير الأسلحة دفاعًا عن إرثها الاستعماري، وليس حرصًا على الفلسطينيين في غزة".

فريحات يشرح أن المنطلقات مختلفة بالنسبة لدول العالم، ففي أميركا اللاتينية تنظر الدول إلى ضرورة تصحيح علاقة دول الشمال مع دول الجنوب وبالتالي اتخذت موقفًا أخلاقيًا لتصويب العلاقة. 

أمّا بالنسبة للدول العربية، "فالمنطلقات ليست ثورية كما هو الحال لدى دول أميركا اللاتينية"، بحسب فريحات. ويشرح أن منطلقات الدول العربية تقوم على أن المعركة في غزة ولبنان تأتي من باب التوازن الإقليمي مع إيران، وأن الحرب تحصل لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة.   

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close