الخميس 12 Sep / September 2024

آفاق سياحية مشرقة.. السلط الأردنية على قائمة التراث العالمي

آفاق سياحية مشرقة.. السلط الأردنية على قائمة التراث العالمي

شارك القصة

"العربي" يناقش أهمية إدراج السلط على لائحة "اليونسكو" للتراث العالمي (الصورة: غيتي)
يتفاءل أهالي مدينة السلط في إدراج مدينتهم على قائمة التراث العالمي ما قد يرفع عدد السياح، إلا أن هذا الأمر قد يشكل نقمة في بعض الأحيان.

حجزت مدينه السلط الأردنية مكانةً لها على خارطة السياحة العالمية، وأصبحت محط أنظار الجميع بعدما قررت لجنة التراث العالمية خلال دورتها الـ 44 المنعقدة في الصين، إدراجها على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي.

ويحتفي هذا الإدراج بتراث المدينة وتاريخها، ويدعم أهلها من خلال المساهمة في زيادة عدد الزوار ما سيساهم في تحريك العجلة الاقتصادية في المنطقة.

فرص جديدة للشباب

ومن بين ما قد يعجب الزوار، محل تراثي صغير يضم بين جنباته إبداعات من لوحات فنية تبرز مدينة السلط الأردنية وتاريخها العريق، بحيث تخلّد الشابة بلقيس من خلال الرسم على القماش معالم المدينة الأثرية القديمة.

واليوم وبعد إعلان لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، إدراج مدينة السلط على قائمه التراث العالمي تبدي بلقيس تفاؤلها بأن يكون هذا التصنيف سببًا في زيادة عدد الزوار والسياح إلى المدينة.

فتقول الشابة الأردنية لـ"العربي": "متفائلون كأصحاب مشاريع سياحية فنحن نقدم تجارب سياحية ومنتجات.. ازدياد عدد السياح الذين يجربون منتجاتنا، ويزورونا في مشاريعنا بمدينة السلط سيؤثر بشكل إيجابي على المشاريع في المنطقة".

المحلات التجارية والسياحية في السلط - غيتي
المحلات التجارية والسياحية في السلط - غيتي

بدورها، تكشف نائبة رئيس بلدية السلط خالدة خليفات أن البلدية قررت دعم البيوت التراثية في السلط عبر تشجيع الاستثمار في المباني التراثية، من خلال تسهيل ترخيص عدة مبانٍ كمطاعم سياحية وغيرها من المشاريع السياحية.

وتشرح على سبيل المثال، أن "بيت أبو جابر أصبح متحفًا وبيت طوقان أصبح مديرية للآثار، ومن شأن ذلك أن يساعد في تأمين فرص عمل جديدة للشباب".

تاريخ عامر بالتراث 

وتضم السلط التي توصف بمدينة التسامح والضيافة الحضارية العامرة منذ عقود، أكثر من 20 موقعًا تراثيًا أشهرها شارع الخضر، الذي يحتضن مسيحيين ومسلمين جنبًا إلى جنب.

كما أن التراث المعماري المتميز للمدينة، والازدهار التجاري، إضافة إلى تقديم السلط نموذجًا للتعايش كان من أبرز أسباب الموافقة على إدراجها على قائمة التراث العالمي.

يذكر أن منظمة التراث العالمي، تدرج 6 مواقع في الأردن على قائمتها وهي: البتراء، وقصر عمرة، وأم الرصاص، ووادي رم، والمغطس، إضافة إلى مدينه السلط المدرجة حديثًا.

نعمة ونقمة

متابعةً لهذا الملف، يرى الخبير في التراث العالمي وإدارة المواقع الأثرية والتراثية طلال العكشة في حديث إلى "العربي" أن موافقة "اليونسكو" على إدراج عدد من المدن ضمن قائمة اليونسكو وبينها مدينة السلط الأردنية، مهم جدًا بالنسبة لهذه المدن، كاشفًا أنه لقبول الطلب يجب على البلد المقدم إثبات قيمة الموقع وأهميته تراثيًا وإنسانيًا.

كما من الضروري أن يضم الملف المقدم للمنظمة الأممية، خطة عمل متكاملة حول كيفية إدارة الموقع التراثي وحمايته، فضلًا عن ذكر الأخطار التي تواجهه، وفق العكشة.

مدينة السلط الشهيرة بمعالمها الأثرية - غيتي
مدينة السلط الشهيرة بمعالمها الأثرية - غيتي

ويشدد الخبير في التراث العالمي على ضرورة أن تحافظ السلط وغيرها من المدن على خصوصيتها، وتكون بعيدة عن الأخطار المناخية وغيرها.

ويردف من عمّان: "ازدياد السياح أكثر من اللازم يصبح نقمة وتهديدًا للموقع.. كما أن الالتزام بمتطلبات الاتفاقية الدولية قد يكون له كلفة مالية وإدارية، فضلًا عن الحاجة إلى كوادر علمية لحماية وإدارة الموقع وهي أمور لا تتوفر دائمًا.. لا سيما وأن المعايير المستعملة هي غربية وقد لا تتوافق مع الثقافة المحلية".

وفي وقت سابق، أوصت "اليونسكو" بإضافة مدينة البندقية التي تعد واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في إيطاليا إلى قائمة مواقع التراث العالمي المهدد بالخطر.

ودعت المنظمة الأممية الحكومة الإيطالية إلى الالتزام بمعالجة المشاكل طويلة الأمد في البندقية، التي تعاني من ازدياد أعداد السياح فيها، فضلًا عن تداعيات التغيرات المناخية عليها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close