الخميس 12 Sep / September 2024

آلاف الإثيوبيين يتعهدون بالتصدي لجبهة تيغراي والأخيرة تستبعد المواجهة في العاصمة

آلاف الإثيوبيين يتعهدون بالتصدي لجبهة تيغراي والأخيرة تستبعد المواجهة في العاصمة

شارك القصة

اتهم مناصرو الحكومة الإثيوبية وسائل الاعلام الغربية ببث "أخبار كاذبة" والمبالغة في المكاسب التي حققها مسلحو جبهة تحرير تيغراي
اتهم مناصرو الحكومة الإثيوبية وسائل الاعلام الغربية ببث "أخبار كاذبة" والمبالغة في المكاسب التي حققها مسلحو جبهة تحرير تيغراي (غيتي)
أعلن عشرات الآلاف من الإثيوبيين الاستعداد لمواجهة جبهة تيغراي في العاصمة عبر تجمع مؤيد للجيش، مؤكدين رفضهم الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع.

تعهد عشرات الآلاف من الإثيوبيين اليوم الأحد، بالدفاع عن العاصمة أديس أبابا خلال تجمع مؤيد للجيش، مؤكدين رفضهم الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر منذ عام.

وجاءت هذه التظاهرة وسط اديس أبابا سعيًا إلى حشد الدعم الشعبي في النزاع ضد جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفائها.

وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت قبل خمسة أيام حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد.

ووصل الموفد الأميركي إلى منطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان إلى إثيوبيا الخميس للدعوة إلى إيجاد حل سلمي في البلاد.

وأمرت الولايات المتّحدة أمس السبت دبلوماسييها غير الأساسيين في السفارة الأميركية في إثيوبيا وأفراد عائلاتهم، بمغادرة البلاد، كما طلب عدد من السفارات بينها بعثات السعودية والسويد والنرويج والدنمارك، من رعاياها مغادرة إثيوبيا.

وحمل المشاركون اليوم الأحد لافتات تنتقد وسائل الاعلام الغربية لبثها "أخبارًا كاذبة" والمبالغة في المكاسب التي حققها المتمردون.

وحثت لافتات أخرى الولايات المتحدة على "التوقف عن امتصاص دمائنا".

وقالت أدانيش أبيبي التي تشغل منصب رئيسة بلدية أديس أبابا في خطاب إن أعداء إثيوبيا يحاولون "ترويع سكاننا"، وأضافت: "يقولون إن أديس أبابا محاصرة ولكن العاصمة محاطة فقط بشعبها الرائع".

وانتقدت في خطابها الحكومة الأميركية التي قامت الأسبوع الماضي بإلغاء امتيازات تجارية ممنوحة لإثيوبيا بسبب "انتهاكات لحقوق الإنسان" في حملتها العسكرية في إقليم تيغراي.

وأضافت: "إن كانت المساعدات والقروض ستجردنا من حريتنا، وإن كانت ستقودنا للتضحية بحريتنا، فلن نضحي بحريتنا".

وأكدت أن المكان المناسب لجبهة تحرير شعب تيغراي "هو الجحيم".

وأكد مشاركون في التجمع الأحد أنهم ليسوا خائفين من جبهة تحرير شعب تيغراي.

وقال كيبدي هايلو: "لن يأتوا إلى أديس أبابا لأنني أعتقد بأن الجيش سيدمرهم"، مضيفًا: "لن يكون هناك أي مفاوضات، إنهم إرهابيون يجب دفنهم وتدميرهم".

رد جبهة تيغراي

ورد مقاتلو إقليم تيغراي الإثيوبي بالقول: "إن التخوف من حمام دمّ في أديس أبابا في حال دخلنا إليها لإسقاط الحكومة، أمر "سخيف ولا يتمتع بالصدقية".

وأكدوا أن هدفهم ليس السيطرة على العاصمة، بل التأكد من أن آبي أحمد "لا يشكل تهديدًا لشعبنا".

وقال المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا إن "أديس أبابا يعيش فيها ناس من الاهتمامات كافة، ولا أعتقد أن هذه الفرضية تتمتع بالصدقية".

وأضاف أن "القول إن سكان أديس (أبابا) يعارضوننا بشدة، مبالغ فيه".

وأكد رضا أن السيطرة على العاصمة ليست "هدفًا"، نافيًا الاهتمام بشكل خاص بدخول أديس أبابا.

ولفت إلى أنه في حال لم يرحل رئيس الوزراء فمقاتلو الجبهة سيسطرون "بالطبع" على المدينة، مؤكدًا أن جبهة تحرير شعب تيغراي لا ترغب في استعادة السلطة.

وأردف القول: "يمكنني أن أؤكد لكم أن ذلك لا يهمّنا" مضيفًا: "نريد ببساطة أن نتأكد من أن صوت شعبنا مسموع، ومن أنه يمارس حقّه في تقرير مصيره خصوصًا عبر تنظيم استفتاء لتقرير ما إذا كان يريد أن يبقى في إثيوبيا أو أن يصبح مستقلًا".

وأوضح أن المقاتلين يتقدّمون نحو الجنوب و"يقتربون من أتاي" التي تبعد 270 كلم شمال العاصمة، وكذلك نحو الشرق باتجاه ميل الواقعة على الطريق المؤدي إلى جيبوتي الأساسي لإمدادات أديس أبابا.

وبعدما أعلنوا في نهاية الأسبوع الماضي استعادتهم مدينتَي ديسي وكومبولشا، لم يستبعد مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفاؤهم من جيش تحرير أورومو الزحف نحو أديس أبابا.

حال الطوارئ مستمرة

من جهتها، تنفي الحكومة أي تقدّم للمسلحين أو تهديد للعاصمة، إلا أنها أعلنت حال الطوارئ وطلبت سلطات أديس أبابا من السكان تنظيم أنفسهم للدفاع عن المدينة.

وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا نحو ثلاثين عامًا، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت النظام العسكري الماركسي المتمثل بـ"المجلس العسكري الإداري المؤقت" في 1991. 

وأزاح آبي أحمد الذي عُيّن رئيسًا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيغراي.

وبعد خلافات استمرّت أشهرًا، أرسل أحمد الجيش إلى تيغراي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتّهمها بمهاجمة قواعد عسكرية.

وفي يونيو/ حزيران، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر بيانًا يعرب فيه عن القلق من تأثير الصراع في إثيوبيا على الوضع الإنساني، تزامنًا مع إعلان جماعات مسلحة في البلاد تشكيل جبهة موحدة ضد رئيس الوزراء آبي أحمد بهدف السعي إلى فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمرة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close