أكدت وزارة الخارجية المصرية الخميس عبور أكثر من 14 ألف سوداني عبر الحدود إلى الأراضي المصرية، منذ بدء القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ قرابة أسبوعين.
وأفاد بيان الوزارة بأنه "خلال الأيام القليلة الماضية (..) عبر أكثر من 16 ألف مواطن أجنبي إلى داخل مصر" من بينهم "أكثر من 14 ألف مواطن سوداني".
في غضون ذلك، تشهد مناطق في الخرطوم الخميس قصفًا من طائرات مقاتلة، ومحاولات للتصدي لها على الرغم من سريان اتفاق لوقف القتال الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعين.
وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء، وافق الجيش السوداني مبدئيًا على مبادرة للمنظمة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيغاد) بتكليف رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على حل الأزمة الحالية.
وبحسب بيان للجيش السوداني، فقد شملت المبادرة "تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية" وإيفاد ممثل عن القوات المسلحة وآخر عن قوات العدم السريع إلى جوبا بغرض التفاوض.
من جهتها لم ترد بعد قوات الدعم السريع على مقترح تكتل شرق إفريقيا.
وتدور المعارك منذ 15 أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بعدما كانا حليفَين منذ انقلاب 2021 الذي أطاحا خلاله بالمدنيين.
وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصًا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر.
قوات الدعم السريع: الجيش لم يلتزم بالهدنة
وفي هذا الإطار، أكد المستشار السياسي لقائد "الدعم السريع" يوسف عزت، أن هذه القوات لا تزال تحتفظ بمواقعها، وتتصدى لطيران الجيش، الذي لم يخلف أي خسائر في الأرواح، مشيرًا إلى وجود قصف عشوائي غير محدد الأهداف يتضرر منه المدنيون.
وفي حديث إلى "العربي" من الخرطوم، يرى عزت أن العمليات التي تجري في البلاد هي خرق واضح للهدنة، مضيفًا أن قوات الدعم السريع أكدت مرارًا أن القوات المسلحة لم تلتزم بالهدنة، وأن هناك مراكز قرار متعددة داخل هذه القوات، وأن من يعلنون التزامهم بالهدنة لا يسيطرون على القرار في الجيش، ولا يحركون العمليات، وهذا يوضح طبيعة المعركة الجارية في السودان.
وبشأن موقف قوات الدعم السريع من المبادرات المقدمة للحل والجلوس إلى طاولة التفاوض، والتي كانت آخرها مبادرة إيغاد، يشير عزت إلى أن قواته تقوم بدراسة جميع المبادرات التي طرحت في الفترة الماضية، والتي تدل على الاهتمام الدولي والإقليمي بالسودان، مبينًا أن تجارب السودان مع المبادرات طويلة، حيث مرت البلاد بالعديد من الوساطات الدولية والمحلية، وجميعها أدت إلى نتائج غير متوقعة وغير إيجابية وليست لصالح الشعب السوداني.
ويتابع عزت أن قوات الدعم السريع تشدد على وجوب أن يكون التفاوض حول قضايا جذرية لإنهاء الحرب في السودان بشكل جذري وحل الأزمة الوطنية المستفحلة.
ويشدد عزت على أن القوات دعم السريع ليس لديها خلاف أيديولوجي مع الجيش لأنها ليس قوات أيدلوجية، ولا تعتنق أي أيديولوجية.