مرّ شهر على التصعيد الإسرائيلي الكبير في لبنان، بعدما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية ليل 22 سبتمبر/أيلول 2024 موجة هي الأكبر من الغارات، ما دفع الجنوبيين والبقاعيين في اليوم التالي إلى النزوح باتجاه مناطق أكثر أمنًا.
وعلى وقع نزوح عشرات آلاف اللبنانيين، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بأكثر من ألف غارة، قرى جنوبية وبقاعية، ما أوقع في يوم واحد قرابة 500 شهيد في 23 سبتمبر.
2500 شهيد في لبنان
وفي 27 من الشهر نفسه، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مقر القيادة المركزية لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية بثمانين طنًا من المتفجرات، ما أدى إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من قيادات الحزب.
وفي اليوم نفسه، دخلت الضاحية الجنوبية لبيروت في دائرة الاستهداف المتواصل من جانب إسرائيل، ووصلت الغارات إلى عمق بيروت والمناطق المحيطة بمطار رفيق الحريري الدولي، إضافة إلى استهداف معابر حدودية بين لبنان وسوريا.
وخلال هذا الشهر، ارتفع عدد شهداء العدوان على لبنان إلى قرابة 2500 شهيد، وأكثر من 11 ألف جريح، ونزوح قرابة مليون ومئتي ألف مواطن، وفتح ما لا يقل عن 1000 مركز إيواء.
استهداف الجيش واليونيفيل
ولم يسلم الجيش اللبناني والقوة الأممية "اليونيفيل" من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، إذ جرح عدد من قوات حفظ السلام الأممية في استهداف إسرائيلي مباشر لمواقعهم، بينما سقط عدد من الشهداء للجيش اللبناني في قصف تعرضوا له جنوبي لبنان.
وخلال هذا الشهر من الاعتداءات، شنّت القوات الإسرائيلية عمليات برية ولا تزال تخوض معارك ضارية مع حزب الله في أكثر من محور.
بدوره، استهدف الحزب بمئات الصواريخ والمسيّرات مواقع عسكرية إسرائيلية في العمق الإسرائيلي؛ كان أبرزها في تل أبيب وضواحيها، وفي بنيامينا، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وعلى هامش العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي وردود الحزب، عاد يوم أمس المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، في أول تحرك سياسي أميركي منذ التصعيد الإسرائيلي، وكان قد استبق زيارته بالتأكيد على ضرورة تعديل القرار 1701، إضافة إلى تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.