الإثنين 16 Sep / September 2024

"أبو عرام".. تصدى لسطو إسرائيلي مُسلح فأصيب بشلل تام

"أبو عرام".. تصدى لسطو إسرائيلي مُسلح فأصيب بشلل تام

شارك القصة

الجيش الإسرائيلي يعتدي على شاب فلسطيني
الجيش الإسرائيلي يعتدي على شاب فلسطيني في التّوانة
الاتحاد الأوروبي يطالب إسرائيل بالتحقيق السريع في الإعتداء، معتبرًا ذلك "مخالفة للقانون الدولي"

في فصلٍ آخر من فصول المأساة الفلسطينيّة المستمرّة، أصيب الشاب الفلسطيني هارون أبو عرّام ابن الـ 24 ربيعاً، بشللٍ تام في أطرافه الأربعة، بعدما أصابت رصاصة أطلقها جندي إسرائيلي جسده عشية أول أيام العام 2021، وهو يرقد حاليًّا، في المستشفى الأهلي بمدينة الخليل. 

وبحسب تقريرٍ لوكالة "الأناضول"، كان أبو عرّام يحاول منع قوات الاحتلال الإسرائيليّ من مصادرة مولد كهربائي صغير، بقرية "التّوانة"، بمحافظة الخليل جنوب الضفة عندما أصابته رصاصة الجندي من مسافة قريبة واخترقت الرقبة، وخرجت من الجهة الثانية.

وانتشر على على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر اعتداء الجنود على مواطنين عُزّل، كانوا يحاولون منعهم من مصادرة مولد كهربائي، قبل أن يُسمع إطلاق نار، ثم سقوط الشاب أبو عرام على الأرض، دون حراك، وسط صراخ الفلسطينيين.

وقالت والدة هارون التي شاهدت لحظة اصابة نجلها، إن "الاحتلال الإسرائيلي هدم أحلام نجلها. هارون كان طموحا، يحلم بتجهيز بيت للزواج".

ووفقا لتقرير الوكالة، كانت العائلة قد أجبرت على السكن في كهف،  قبل نحو شهرين،  بعدما هدمت جرافات إسرائيلية منزل أبو عرّام، المُشيّد من الطوب والصفيح، الواقع قرية  "الركيز"، الملاصقة للتّوانة التي وقعت فيها الحادثة، بدعوى البناء بدون ترخيص. 

ويقول رسمي أبو عرّام، والد هارون، "حياتنا تحولت إلى مأساة. كدت أفقد نجلي، ولا أعلم ما الذي فعله، فقط لأنه حاول منع الاحتلال من مصادرة مواد بناء". واتهم الجيش الإسرائيلي، بتعمد قتل الفلسطينيين. وقال إن الحادث يزيد من تمسكه بأرضه، ورفضه مغادرتها لصالح المشاريع الاستيطانية. ويقول "ولدت هنا في أرضي، ولن أخرج منها إلا ميتا".

 

لحظة اطلاق النار على الشاب هارون رسمي ابو عرام في قرية اتوانة في يطا

Posted by ‎صوت النقب 101.00FM‎ on Friday, January 1, 2021

سطو مسلح

وادعى الجيش الإسرائيلي يوم الخميس الماضي أن إطلاق جنوده النار على أبو عرّام كان بـ "الخطأ"، زاعمًا أن حياة جنوده كانت معرضة للخطر. لكنّ الصحفي الإسرائيلي، جدعون ليفي، يصف ما جرى بـ"عملية سطو مسلح (من قبل الجنود الإسرائيليين) تطوّر إلى محاولة قتل".

وأضاف ليفي في مقال نشره في صحيفة هآرتس، الأحد الماضي "حاول اللصوص المسلحون، الذين ارتدوا الزي العسكري، سرقة مولد كهرباء في وضح النهار، وأمام أنظار الجميع، وأثناء السطو أراد اللصوص تحميل المولد على سيارتهم في الوقت الذي حاول فيه أصحابه الشرعيون (ثلاثة رعاة غير مسلحين) إنقاذ ممتلكاتهم بأيديهم العارية".

وتابع ليفي يقول "في الوقت الذي كان فيه المولد ينتقل من يد إلى أخرى مع استمرار الشتائم، نفد صبر أحد السارقين (..) وأراد المغادرة وبيده الغنيمة، ماذا يفعل الساطي المسلح الذي نفد صبره؟ سيُطلق النار الحي كي ينهي القصة".

مخالفة للقانون الدولي

وفي المواقف من الحادث، طالب الاتحاد الأوروبي، إسرائيل بالتحقيق السريع والكامل في إطلاق جنودها النار من مسافة قريبة على الشاب الفلسطيني هارون أبو عرام، الذي كان يدافع عن ممتلكاته. وقال في تصريح صحفي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية، أطلقت النار على أبو عرّام، بينما كان يشيّد منزلا، بعد أن هدمت في تشرين الثاني- نوفمبر المنصرم، منزله"، معتبرا ذلك "مخالفة للقانون الدولي".

كما دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، جريمة استهداف أبو عرّام، وقالت، إنها " تعكس العقلية العنصرية الفاشية التي تسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال". وطالبت الوزارة، مجلس حقوق الإنسان الأممي بتشكيل لجنة تحقيق دولية في "الجريمة". ودعت محكمة الجنايات الدولية لتحمل مسؤوليتها إزاء ذلك.

اتفاق اوسلو

وتقع "التّوانة"، و"الركيز"، في المناطق المصنفة "ج" بالضفة الغربية، حسب اتفاق أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في 1995. وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إجراء أي تغيير على الأرض في المنطقة "ج"، من بناء واستصلاح منازل.

ويهدم الجيش الإسرائيلي بشكل متواصل منازل الفلسطينيين في المنطقة بذريعة "البناء دون ترخيص"، كما يصادر أي معدات تستخدم في البناء، ويعتقل أو يطلق النار تجاه كل من يعترض على ذلك.

ووفق اتفاقية "أوسلو" الثانية، تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق: "أ" خاضعة لسيطرة فلسطينية، و"ب" خاضعة لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية فلسطينية، إضافة إلى المنطقة "ج" الخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة وتقدر بنحو 61 بالمئة من أراضي الضفة.

تابع القراءة
المصادر:
وكالة الأناضول