أكد عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق أن "الاحتلال الإسرائيلي يدفع باتجاه إفشال جهود الوسطاء بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار".
وتعليقًا على مجزرة مدرسة التابعين في مدينة غزة اليوم السبت، أشار أبو مرزوق للتلفزيون العربي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 165 تجمعًا للنازحين في غزة بذريعة وجود مقاومين فيها، ودعا مجلس الأمن لإصدار قرار بوقف المجازر تحت البند السابع.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد برر استهداف المدنيين في مدرسة التابعين، بزعمه وجود مقاتلين تابعين لـ"حماس" في تلك المدرسة.
مطالبة لمجلس الأمن
أبو مرزوق شدد على أن المبرر الذي ذكره الاحتلال هو نفسه الذي يقدمه دائمًا بعد كل مجزرة يرتكبها، سواء في أماكن تجمع النازحين أو في المدارس، معتبرًا أن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية هذه الجريمة الجديدة.
وتابع القيادي في "حماس": "نحن نعلم أن أكثر من 165 تجمعًا تم قصفه، وتم قتل المئات من الفلسطينيين، ثم قال الاحتلال بأن هناك مجموعة من المسلحين أو هناك قيادات من حماس تدير الأعمال المدنية، ولذلك هو يقتلهم بهذه الحجة".
ولفت أبو مرزوق إلى أن المجزرة الجديدة أتت تزامنًا مع بيان أميركا والوسطاء في مصر وقطر حول المفاوضات، معتبرًا أن ذلك يعني أن الاحتلال الإسرائيلي يدفع باتجاه إفشال جميع الجهود التي تبذل من أجل التهدئة.
كما أوضح أن إسرائيل تريد توجيه رسالة مفادها أنها مستمرة في هذه المعركة على الرغم كل هذه الجهود، لافتًا إلى أنه فيما تقول الولايات متحدة إنها تريد وقف إطلاق النار تقوم في الوقت عينه بإرسال ذخائر بأكثر من 3 مليار دولار إلى الاحتلال.
ويتابع: "هذا معناه التشجيع على المزيد من القتل.. وما يمارسه الأميركيون فيما يتعلق بوقف إطلاق النار تحت شعار أن إسرائيل من حقها أن تدافع عن نفسها هو نفاق.. بعد عشرة أشهر من العدوان لا يمكن لأحد أن يقول إن إسرائيل تدافع عن نفسها".
كذلك، أشار عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى أن المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية جميعهم أقروا بأن إسرائيل تمارس حرب إبادة جماعية، فيما الوحيدة التي خرجت عن هذا الإجماع هي الولايات المتحدة.
وحث أبو مرزوق الولايات المتحدة على "وقف هذا النفاق"، ومجلس الأمن بأن يقوم بإصدار قرار بوقف الإبادة الجماعية تحت البند السابع، وألا يبقى المجلس "ألعوبة بيد نتنياهو" على حد وصفه.
الدور المصري
أما فيما يتعلق بدور الوسطاء، فيرى أبو مرزوق لـ"العربي" أن من واجب مصر العمل على وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن لها مسؤوليات خاصة في قطاع غزة لا بد أن تقوم بها لوقف هذه المجازر، وبالتالي لا يمكن أن تعتبر نفسها محايدة وألا تقف إلى جانب المظلومين الفلسطينيين.
ويردف: "مصر هي التي فقدت قطاع غزة، وهي التي وقعت اتفاقية كامب ديفيد وجعلت محور فيلادلفيا محورًا بين الفلسطينيين والمصريين، والآن سمحت للإسرائيلي بأن يكون موجودًا فيه".
كذلك، يعتقد أبو مرزوق بأن مصر قادرة على وقف إطلاق النار وهذه المجازر في يوم واحد، في حين يواجه الشعب الفلسطيني مذابح مستمرة عبر الصواريخ وعبر منع الدواء والغذاء عن قطاع غزة.