الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

أجواء إيجابية في مباحثات فيينا.. هل تنجح مساعي إحياء الاتفاق النووي؟

أجواء إيجابية في مباحثات فيينا.. هل تنجح مساعي إحياء الاتفاق النووي؟

شارك القصة

قد لا تختلف هذه الجولة عن ست سبقتها، بل قد يلملم المفاوضون أوراقهم عائدين باكرًا إلى بلادهم، في حال فشلهم بالتوصل إلى أي نتيجة.

انتهت الجلسة الافتتاحية من المحادثات النووية التي عُقدت في فيينا، وخرج منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا والمبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف بانطباعات إيجابية.

وأدى غياب الوضوح حول وجود تقارب محتمل لرسم خارطة طريق للعودة إلى الاتفاق النووي، إلى طرح عدد من التساؤلات حول مدى قدرة الأطراف المتفاوضة على الخروج بنتائج إيجابية من الاجتماعات.

خلاف بين طهران وواشنطن

وفي ظل هذه الأجواء الملبدة بغيوم التصريحات عالية السقف، انطلقت في فيينا الجولة السابعة من المباحثات النووية وسط تلويح أميركي بخيارات غير دبلوماسية.

وقد لا تختلف هذه الجولة عن ست سبقتها، بل قد يلملم المفاوضون أوراقهم عائدين باكرًا إلى بلادهم، في حال فشلهم بالتوصل إلى أي نتيجة.

في إيران، يتركز الحديث على نقطتين: رفع العقوبات الأميركية، وإعطاء ضمانات بعدم انسحاب واشنطن مجددًا من أي اتفاق مستقبلي.

لكن الولايات المتحدة لم تتحدث عن أي ضمانات يمكن إعطاؤها لإيران، وتركّز على ضرورة ضم المحادثات ملفات أخرى، وتحديدًا نشاط طهران الإقليمي وبرنامجها الصاروخي.

إيران مستعدة للالتزام

في هذا السياق، يوضح الكاتب والباحث السياسي حسين رويران أن "إيران متعاونة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ملف اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، لكن في ما يخص الاتفاق النووي، فالوكالة يجب أن تلعب دور مشرف فقط على تنفيذه".

ويعتبر رويران، في حديث إلى "العربي" من طهران، أن "الاتفاق اليوم معطّل لأن أميركا انقلبت عليه، وإيران صبرت لعام كامل كي تستطيع أوروبا أن تعوّض لطهران خسائرها، لكنها فشلت".

ويقول رويران: "يُطلب من إيران الالتزام بشروط الاتفاق النووي، وهي قد أرسلت رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنها مستعدة لذلك".

ويضيف: "إيران التزمت بالاتفاق النووي منذ عام 2015 وحتى عام 2019، وهي مستعدة للعودة إلى هذه الالتزامات الفنية".

انتهاك للاتفاق النووي

من جهته، يشير رئيس مركز السياسة الأمنية في واشنطن فريد فليتز إلى أن "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب من الاتفاق النووي، لكن منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، مدّ يده نحو إيران إلا أنها رفضت ورفعت منسوب تخصيبها لليورانيوم".

ويعتبر فليتز، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "إيران وصلت إلى مستوى التخصيب اللازم لصناعة السلاح النووي".

ويقول: "رغم الإجراءات النووية والانتهاكات المتكررة للاتفاق، أصرت واشنطن على ضرورة العودة إلى الاتفاق النووي".

ويضيف: "إدارة بايدن كانت على وشك الاتفاق مع إيران، إلا أن الأخيرة أصرت على الاستمرار في سياساتها الخادعة عبر الالتفاف على العقوبات".

شروط تعجيزية

بدوره، يؤكد الباحث السياسي مصطفى طوسة أن إيران صعّدت من موقفها تجاه الاتفاق النووي منذ وصول الرئيس إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة في البلاد.

ويشير طوسة، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن الشروط التي تضعها إيران، تبدو بنظر الأطراف المشاركة في الاتفاق تعجيزية.

ويلفت طوسة إلى أن "الأوروبيين يريدون صياغة نوع جديد من الاتفاق، على أن يضم ملفات أخرى تشمل النشاط الإقليمي لطهران وبرنامجها الصاروخي".

ويقول: "لم يُفهم بعد سبب الأجواء الإيجابية التي خرجت من اجتماعات فيينا، وما إن كانت مجرّد انطباعات أولية أو أنه تم الاتفاق فعلًا على أي شيء".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close