من موقعه بوصفه رئيسًا للجمهورية، يقود رجب طيب أردوغان الدولة التركية منذ قرابة عقد من الزمن. وبينما يخوض السباق الرئاسي لهذا العام مقدمًا رؤية سياسية واقتصادية لولاية جديدة، يحذّر من خطورة عدم فوزه على المشاريع الوطنية.
وفي الاستحقاق الذي أطلق فيه شعار "قرن تركيا"، وعد أردوغان بتوفير ملايين الوظائف وخفض معدل البطالة وإخراج البلاد من مشكلة التضخم. كما يعد حزب "العدالة والتنمية"، الذي يتزعمه، بتحسين الاستثمار واقتصاد السوق الحر.
أردوغان الذي لا يختلف أحد على أن فترة رئاسته لتركيا شكلت علامة فارقة في تاريخ البلاد، يتهمه بعض خصومه بالجنوح نحو التفرد بالحكم.
في المقابل، يؤكد مؤيّدوه أنه واجه تحديات صعبة في العقد الأخير خرج منها منتصرًا محولًا كل أزمة إلى فرصة.
من هو رجب طيب أردوغان؟
وُلد رجب طيب أردوغان في اسطنبول في العام 1954. كانت أسرته فقيرة، واضطر للعمل في الصغر لتخفيف العبء عن والده.
وبعدما درس في مدارس إمام خطيب الإسلامية الدينية، تخرّج من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مرمرة.
والشاب الذي استهوته كرة القدم وكان لاعبًا في صفوف نادي قاسم باشا، انضم إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينيات، قبل حظر الأحزاب السياسية بعد الانقلاب العسكري عام 1980.
وبين العامين 1994 و1998 شغل أردوغان رئاسة بلدية اسطنبول. وفي العام 2001 أسّس حزب العدالة والتنمية.
ثم ترأس الحكومة في بلاده لقرابة 12 عامًا بدءًا من العام 2003. وفي العام 2014 أصبح أول رئيس للبلاد ينتخب عن طريق الانتخاب المباشر.
يومها فاز من الجولة الأولى متغلبًا على منافسيه ليصبح الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية، ولاحقًا فاز في ولاية رئاسية من الجولة الأولى أيضًا، وكان ذلك في العام 2018.
لكن قبل أن يحين موعد تلك الانتخابات، قامت مجموعة من الجيش التركي مساء 15 يوليو/ تموز 2016 بمحاولة انقلاب أُعلن عن فشلها في اليوم التالي. وعلى الأثر، أكد أردوغان أن البلاد "لم تعد كما كانت من قبل".
وبينما أرسى نظامًا رئاسيًا عام 2017، فإن فوزه في الانتخابات التركية لعام 2023 هو بمثابة ترسيخ لهذا النظام.
ترشح أردوغان للانتخابات
ترشح الرئيس التركي للانتخابات المرتقبة في 14 مايو/ أيار الجاري، والتي تشمل البرلمان؛ وفي السباق نفسه 3 مرشحين آخرين هم كمال كليتشدار أوغلو الذي اختارته المعارضة، ومحرم إنجه وسنان أوغان.
وكان لافتًا مؤخرًا ما نشرته مجلة "الإيكونوميست" البريطانية على غلاف نشرتها الأسبوعية، حيث أحاطت عنوانًا يقول: الانتخابات الأهم لعام 2023 تركيا ومستقبل الديمقراطية برسائل أثارت الجدل والغضب، إذ دعت المواطنين الأتراك إلى "التصويت وإنقاذ الديمقراطية" وقالت إن "على أردوغان الرحيل".
إلى ذلك، يأتي خوض رجب طيب أردوغان، وهو مرشح التحالف الجمهوري الحاكم المكوّن من 4 أحزاب ويدعمه حزب "هدى" الكردي الإسلامي، للمعركة الرئاسية بعد فوز المعارضة برئاسة بلديّتي اسطنبول وأنقرة عام 2019.
وبينما اعتبر متابعون ذلك مؤشرًا على تراجع قاعدة "العدالة والتنمية" في كل من العاصمة واسطنبول التي تعُد خزانًا انتخابيًا، إلا أن آخر استطلاعات للرأي ترجّح فوز أردوغان بولاية أخرى، لا سيما بعد أداء حكومته في مواجهة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.