الأحد 17 نوفمبر / November 2024

أحد مظاهر تغيّر المناخ.. ما خطورة انخفاض حرارة سطح المحيط الهادئ؟

أحد مظاهر تغيّر المناخ.. ما خطورة انخفاض حرارة سطح المحيط الهادئ؟

شارك القصة

نافذة لـ "العربي" تتناول ظاهرة انخفاض درجات سطح المحيط الهادئ (الصورة: غيتي)
توقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية انخفاضًا واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط الهادئ  حتى نهاية هذا العام على الأقل.

حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من احتمال استمرار انخفاض واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي حتى نهاية هذا العام على الأقل. 

كما توقعت حدوث تغيرات في الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار في تلك المناطق، ما يؤثر على المناخ في الكثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. 

توقعات بتفاقم الجفاف والفيضانات

وقال رئيس المنظمة: "إن حدوث هذه الظاهرة المناخية على مدى ثلاث سنوات متتالية أمر استثنائي ولا شك في أن آثار التبريد الناتجة عنها تبطئ ارتفاع درجات الحرارة العالمية مؤقتًا لكنها لن توقف أو تعكس ظاهرة الاحتباس الحراري على الأمد الطويل".

وفي تحديثها الأخير، تتنبأ منظمة الأرصاد الجوية بتشكل موجة ثالثة متتالية للظاهرة المناخية السابقة في هذا القرن مع ما قد يصاحب ذلك من تفاقم فترات الجفاف والفيضانات في أجزاء مختلفة من العالم.

ويشير علماء المناخ إلى أن الجفاف المتفاقم في القرن الإفريقي وجنوب أميركا الجنوبية يحمل بصمات المناخ القاسي المرتقب وكذلك معدلات هطول الأمطار الأعلى من المتوسط في منطقتي شرق أسيا وأستراليا.

مستقبل قاتم 

وتوضح التقديرات العلمية أيضًا أن التحديث المناخي الأخير يؤكد التوقعات المناخية الإقليمية بأن الجفاف المدمر في القرن الإفريقي سيزداد سوءًا وسيضر بحياة الملايين من الناس. 

وبذلك يبدو المستقبل قاتمًا، فلا يُنتظر سوى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتفاقم ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة وتغيّر أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة الموسمية، فيما يزيد الاحترار العالمي مخاطر الجفاف، مع توقعات بأن يصبح هذا الأخير أكثر حدة وتواترًا.  

ظواهر مناخية متطرفة

وقد أوضح المتخصص في تغيّر المناخ والكوارث الطبيعية بدوي رهبان أن الظواهر المتطرفة ناتجة عن تغيّر المناخ، مشيرًا إلى تعدد هذه الظواهر ومنها الجفاف والحرائق في أوروبا والسيول والفيضانات في آسيا. وقال في حديث إلى "العربي" من باريس: "إن هذه الظواهر تأتي لتطابق توقعات الهيئة الحكومية للخبراء المعنية بالمناخ في الأمم المتحدة". 

ولفت إلى أنه يمكن أن نشهد ارتفاعًا شديدًا في حرارة سطح بعض المحيطات وهو ما يحصل في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، لكنه أكّد أن انخفاض حرارة سطح المحيط الهادئ أمر ليس بمفاجئ بل يعكس ناحية ثانية من التطرف. 

كما تحدّث رهبان عن أثر تغير درجة حرارة سطح المحيطات على الكائنات الحية البحرية والشعاب المرجانية، وبالتالي على صحة الإنسان. 

تجنب الأسوأ ممكن

وإذ شدد على أن الظواهر المناخية المتطرفة هي سيدة الموقف في السنين القادمة، أكد أن العالم لم يصل إلى نقطة اللاعودة وأنه يمكن تجنب الأسوأ. 

وأشار إلى أن الدول التي وقّعت على اتفاق باريس للمناخ عام 2015 لم تلتزم بتعهداتها المناخية بشكل كامل خاصة الدول الغنية منها.

ورغم انعقاد مؤتمر غلاسكو الذي جاء لتصويب البوصلة نحو الأهداف المناخية، رأى رهبان أن المسار نحو الأهداف المعلنة في المؤتمر تباطأ بسبب الحرب الأوكرانية وجائحة كورونا. 

وشدد برهان على ضرورة التعامل مع أزمة المناخ بجدية واتخاذ الدول خطوات نحو تخفيض الانبعاثات، مؤكدًا ضرورة استعداد المجتمعات للفيضانات وموجات الحر من خلال تعزيز وعي وإدراك المواطنين وتجهيز البنى التحتية السليمة وأنظمة الإنذار المبكر. 

كما اعتبر برهان أن مواجهة التغير المناخي تتطلب تضافر كل الجهود، فيجب أن تتوافر الإرادة السياسية لدى الدول وأن يشعر كل مواطن في أي بلد بخطورة تغير المناخ وأن تتوفر له المعلومات اللازمة فيكون مستعدًا للتكيف مع الظواهر المناخية المتطرفة. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close