شهدت مدينة لندن ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة تجاوز مستوى الأربعين. وحصل هذا في بلاد كان الناس قد اعتادوا فيها الشتاء القارس لا الصيف القائض. واشتعلت النيران بالقرب من بيوت السكان بما يكفي ليدرك المشككون في قضايا المناخ أن الجميع صار يعيش في خضم الكارثة البيئية الآن.
وحذر برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي من أن موجة الحر والجفاف التي تجتاح القارة الأوروبية تفاقم مخاطر نشوب الحرائق، وتزيد التلوث بغاز الأوزون. ويحذر العلماء من أن هذه التقلبات الحادة في المناخ مرشحة للتصاعد في السنوات المقبلة بسبب التغيّر المناخي.
وحيث تكافح إسبانيا حرائق الغابات في صيف صعب تجاوزت فيه درجات الحرارة كل المقاييس السابقة، أفرغت تلك الحرائق بلدات كاملة وأتلفت المحاصيل وصنعت لاجئين ولو بشكل مؤقت بسببها.
وما عاد يمكن التنبؤ بتقلبات الطقس في أرجاء كثيرة في العالم، وقد صارت عنيفة ومتكررة ومباغتة بحسب قول العلماء.
ليست دورة عادية
ويؤكد غالبية الخبراء أن ما يعيشه العالم اليوم من حالة ليست دورة عادية لتغيّر مناخ الأرض ولا جزءًا من تاريخ التطور فيها، فما يعيشه الكوكب هو حالة فوضى عارمة تعمل على تدمير الطبيعة ومستقبل الإنسان فيه.
ويقول مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات ياينز لينارسك لـ"العربي": إن الصيف الماضي في الأصل كان يُنذر بالأسوأ وقد ارتفعت درجات الحرارة خلاله بشكل واضح، وهذه السنة وصلت المؤشرات أيضًا إلى درجات مقلقة بشكل كبير وهي مرشحة للارتفاع بسبب تلك التغيّرات المناخية.
من جهته، أشار الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتري تالاس إلى أنهم درسوا هذه الموجات الحارة في العالم كله في المنظمة وسيكون هذا الأمر تحولًا عالميًا بسبب التغيّر المناخي.
وقال تالاس في حديث لـ"العربي": إن أحدث الموجات الحارة أصبحت تحصل في أول السنة أكثر من قبل، وقد سجلوا ذلك وكسروا الحاجز الرقمي يوم أمس. وأكد أن ذلك سيتواصل في العقود المقبلة، وسوف تحدث مثل هذه التغيرات أكثر فأكثر مع جفاف وتصحرات واسعة في بعض المناطق.