تتصدى المقاومة الفلسطينية لمحاولة توغل دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي غربًا داخل مدينة خانيونس وحولها اليوم الإثنين، فيما يستمر العدوان على قطاع غزة والذي أسفر عن استشهاد نحو 18 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال سكان خانيونس أمس الأحد، إن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه عبر وسط المدينة، بينما قصفت الطائرات الحربية المنطقة الواقعة غربي مكان الهجوم.
مقتل 40 جنديًا إسرائيليًا
وقد أعلنت كتائب عز الدين القسّام أنها استهدفت تجمعًا لجنود الاحتلال داخل مقر قيادة ميدانية بقذيفة أفراد شرق خانيونس وأوقعت فيهم قتلى وجرحى.
وأكد بيان للقسام أن مقاتليها أحصوا مقتل 40 جنديًا خلال الساعات الـ48 الأخيرة. كما أوقعوا عشرات آخرين بين قتيل وجريح إثر استهداف قوات الاحتلال المتوغلة.
كما أفاد بيان القسام أن مقاتليها تمكنوا أيضًا من تدمير 44 آلية عسكرية كليًا أو جزئيًا في كافة محاور القتال في قطاع غزة.
ونشرت كتائب القسام مشاهد من تصدي مقاتليها لآليات الاحتلال المتوغلة في محاور مدينة خانيونس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن معارك جباليا تجري وجهًا لوجه، مضيفًا أن المنطقة معقدة وينتشر فيها عناصر حماس بكثافة. كما أعلن جيش الاحتلال اليوم الإثنين عن مقتل 4 جنود من قواته خلال المعارك المتواصلة في قطاع غزة.
وضع صحي كارثي
يأتي القتال في خانيونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة والتي يقطنها نحو 626 ألف شخص منهم نازحون من الشمال بسبب القصف الإسرائيلي، فيما تعيد إسرائيل تركيز جهود الحرب على الجنوب.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المدينة على شفا الانهيار مع احتمال تفشي أمراض وبائية.
وأعلن مجمع ناصر الطبي، المستشفى الرئيسي في خانيونس، أن المستشفيات في غزة بلغت طاقتها القصوى في استيعاب الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
إضراب عالمي
وفيما تحذّر تقارير من منظمة الصحة العالمية من وضع صحي "كارثي" في غزة، دعا نشطاء فلسطينيون إلى إضراب عالمي اليوم الإثنين في إطار جهود منسقة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.
وجاء في واحدة من الدعوات "حان الوقت- إضراب شامل على مستوى العالم". لكن لم يتضح إذا كانت تلك الجهود ستحظى بدعم عالمي أو سيكون لها أي تأثير على خطط الحرب الإسرائيلية.
مطالبات بوقف إطلاق النار
وقال دبلوماسيون أمس الأحد إن من المرجح أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوًا غدًا الثلاثاء على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت يوم الجمعة حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وفي مؤتمر دولي أمس الأحد في العاصمة القطرية الدوحة، التي لعبت دور الوسيط الرئيسي في هدنة استمرت أسبوعًا وشهدت إطلاق سراح أكثر من 100 من المحتجزين في نهاية الشهر الماضي، انتقد وزراء خارجية عرب واشنطن لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار في مجلس الأمن.
كما أكد غوتيريش أنه "لن يكف" عن دعوته لوقف إطلاق النار. وقال: "إنه حث مجلس الأمن على أن يضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية وكررت دعوتي لإعلان وقف إنساني لإطلاق النار".
وأضاف: "للأسف، أخفق مجلس الأمن في القيام بذلك، لكن هذا لا يقلل من ضرورة القيام بالأمر".
