قبل يوم من إضراب عالمي من أجل غزة التي تواجه عدوانًا إسرائيليًا، واصل جيش الاحتلال الأحد شن غاراته على مواقع مختلفة من القطاع، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، فيما شددت كلمات في "منتدى الدوحة" على ضرورة وقف إطلاق النار.
وبينما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 17 ألفًا و997 شهيدًا، و49 ألفًا و229 جريحًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن جيش الاحتلال ارتكب 21 مجزرة مروعة، وأباد عوائل بكاملها، بما في ذلك قصف مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، مما أدى إلى استشهاد مريضتين، وإصابة العشرات داخل المستشفى.
العدوان الإسرائيلي يتواصل على غزة
وفي عدوانه المتواصل منذ 65 يومًا، شن طيران الاحتلال غارات عنيفة استهدفت منزلًا لعائلة الأخرس في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى لاستشهاد نحو 45 فلسطينيًا وإصابة العشرات، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
فيما تشهد مدينة خانيونس منذ ساعات الصباح سلسلة من الغارات الجوية، والقصف المدفعي لعدد من المناطق، خاصة المنطقتين الشمالية والشرقية من المدينة، حيث استهدف الاحتلال منازل يحتمي بها سكان، ما أسفر عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
من جهته، أفاد مراسل "العربي" بارتفاع عدد الشهداء في قصف الاحتلال بناية سكنية بمخيم المغازي وسط قطاع غزة إلى 20.
في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي الطلب من سكان قطاع غزة المغادرة إلى الجنوب، فيما ينزح الآلاف منهم بالوسائل المتاحة لهم، أكانت في عربات أو سيرًا على الأقدام أو على دراجات نارية.
معارك عنيفة في غزة
ميدانيًا، تدور معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية لا سيما في خان يونس وجباليا (شمال) ومدينة غزة (شمال).
إذ أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أدمير أكثر من 180 آلية عسكرية إسرائيلية، خلال 10 أيام، منذ انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحماس في غزة.
كما أعلنت كتائب القسام مساء الأحد تدمير 44 آلية عسكرية إسرائيلية وقتل 40 جنديًا خلال الـ48 ساعة الأخيرة.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي الأحد، قتل وجرح عناصر قوة إسرائيلية خاصة في تفجير منزل تواجدت بداخله شرقي مدينة غزة.
وعلى المقلب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مقتل 425 من جنوده وإصابة 1593، بينهم 255 في حالة خطيرة، منذ بداية العدوان على غزة.
وأفاد مستشفى سوروكا في بئر السبع بأن 28 جنديًا مصابًا 6 منهم بحالة حرجة نقلتهم 5 مروحيات خلال الساعات 24 الماضية.
قطر: ما يحدث في قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة
سياسيًا، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الأحد أن ما يحدث في قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل العدوان الإسرائيلي.
وقال في كلمة خلال افتتاح منتدى الدوحة في دورته الـ21، إنّ "استهداف المدنيين من الأطفال والنساء بشكل متعمد مرفوض تحت أي ذريعة"، مضيفًا: "هناك خلل في النظام العالمي الذي يسمح باستدامة الصراع في غزة وعدم الوصول إلى حل".
من جهته، حث مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الأحد، زعماء العالم على إنهاء حرب قطاع غزة من أجل "السلام والاستقرار العالميين".
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لفشل مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مندّدًا بانقسامات أصابته بـ"الشلل".
من جانبها، أدانت كوريا الشمالية، استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية أن كيم سون كيونغ، نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي لشؤون المنظمات الدولية، وصف الولايات المتحدة بأنها "حجر عثرة" أمام السلام والاستقرار الدوليين، واتهم واشنطن بإساءة استخدام حق النقض.
وفي سياق المواقف الدولية، أظهرت رسالة موجهة إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أن إسبانيا وأيرلندا وبلجيكا ومالطا تريد من قادة الاتحاد الأوروبي مناقشة الوضع في غزة هذا الأسبوع، والدعوة بشكل مشترك إلى هدنة إنسانية دائمة تنهي العدوان الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من أثر "كارثي" على الصحة للحرب التي دخلت شهرها الثالث في قطاع غزة.
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش إن ما يجري في قطاع غزة "دليل على احتضار الإنسانية وحقوق الإنسان".
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقال اليوم الأحد إنه "من الضروري" أن تحمي إسرائيل المدنيين الفلسطينيين، مضيفًا أن "القتال يجب أن يعقبه سلام دائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية".
وعلى الصعيد الشعبي، شهدت مدينة اسطنبول وولايات تركية أخرى مسيرات داعمة لفلسطين ومنددة بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان الموافق لـ 10 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.
كما نظم المئات من أنصار "جبهة الخلاص" التونسية المعارضة، مسيرة تضامنًا مع قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وفي السياق عينه، تظاهر آلاف المتضامنين مع الفلسطينيين في العاصمة المغربية الرباط الأحد تنديدًا بحرب "الإبادة" في غزة، ولمطالبة الحكومة بقطع علاقاتها مع إسرائيل.
