السبت 16 نوفمبر / November 2024

فيتو أميركي يفشل قرارًا يدعو لوقف النار.. الموت والدمار يحاصران أهل غزة

فيتو أميركي يفشل قرارًا يدعو لوقف النار.. الموت والدمار يحاصران أهل غزة

شارك القصة

تسبب القصف الإسرائيلي بدمار هائل في غزة
تسبب القصف الإسرائيلي بدمار هائل في غزة - غيتي
يعيش سكان غزة كابوس القصف والموت والدمار بشكل يومي بينما يقف العالم عاجزًا عن وضع حد لآلة القتل الإسرائيلية التي تدمر وتقتل أهل القطاع.

لم تنجح الاحتجاجات والأصوات المعارضة للحرب وعدد الشهداء المدنيين المرتفع بثني إسرائيل عن مواصلة عدوانها على قطاع غزة.

ففي اليوم 63 للحرب الذي فشلت فيه الدبلوماسية الدولية بتبني قرار يطالب بوقف إطلاق النار، نفذت المقاتلات والمدفعية الإسرائيلية قصفًا على مناطق مفرقة من القطاع ما أسفر عن ارتفاع محصلة الشهداء إلى 17 ألفًا و487، و46 ألفًا و480 مصابًا بحسب آخر الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة في القطاع.

ومساء، أفاد مراسل "العربي" بارتفاع عدد شهداء قصف الاحتلال لمنزل غربي مدينة خانيونس إلى أكثر من 13 معظمهم من عائلة واحدة.

ولم يوفر القصف الإسرائيلي دور العبادة والمواقع التاريخية، حيث تعرض المسجد العمري أحد أكبر وأعرق مساجد القطاع بقلب مدينة غزة لدمار واسع عقب استهدافه من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي.

وردًا على المجازر بحق المدنيين، أطلقت كتائب القسام 3 رشقات صاروخية نحول تل أبيب حيث دوت صافرات الإنذار.

وبينما واصلت الآليات الإسرائيلي توغلها في محاور من القطاع، أعلنت المقاومة الفلسطينية تدمير دبابات وقنص جنود عدة. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أعنف المعارك تدور في حي الشجاعية.

مواجهات عنيفة

وقد أعلنت "كتائب القسام" مساء الجمعة، تدمير مقاتليها 21 آلية عسكرية إسرائيلية كليًا أو جزئيًا خلال الـ24 ساعة الأخيرة في قطاع غزة.

وأوضح أن الكتائب استهدفت أيضًا "القوات والآليات الصهيونية المتوغلة في أماكن التمركز والتموضع بالقذائف المضادة للتحصينات والعبوات المضادة للأفراد، واشتبكوا معها من مسافة صفر، وأوقعوا فيها قتلى وإصابات بشكل محقق".

من جهتها، بثت سرايا القدس مشاهد لاستهداف آليات جيش الاحتلال في محاور التقدم بمدينة غزة.

الجيش الإسرائيلي اعترف في المقابل بارتفاع حصيلة قتلاه إلى 420 منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد مقتل جنديين إضافيين وإصابة ثالث بجروح "خطيرة" في المعارك خلال الساعات الأخيرة.

وأعلن مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي الجمعة، أن 40 جنديًا مصابًا نقلوا إليه من القتال في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.

إفشال محاولة تحرير جندي محتجز في غزة

إلا أن التطور الميداني الأبرز الجمعة كان إفشال كتائب القسام محاولة إسرائيلية لتحرير جندي محتجز.

وكشف أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم "القسام" عبر تلغرام  أن المقاتلين "أفشلوا محاولة لتحرير الجندي الأسير ساعر باروخ، أدت إلى مقتله، إضافة إلى مقتل وإصابة عدد آخر من الأسرى الصهاينة بسبب القصف الهمجي لمناطق غزة".

بدوره، اعترف الجيش الإسرائيلي بفشل عملية لإطلاق أسرى تحتجزهم حركة حماس في غزة، ليلة الخميس، وكشف عن "إصابة جنديين بجروح خطيرة" خلال "العملية الفاشلة".

على الصعيد الإنساني، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الجمعة، دخول 100 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

وذكرت أن الشاحنات تحتوي "على طعام وماء ومساعدات إغاثية ومستلزمات طبية".

واعتبر برنامج الأغذية العالمي أنه أصبح من المستحيل إيصال المساعدات إلى الجياع في قطاع غزة مع تصعيد إسرائيل هجماتها على أهداف هناك .

من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة له أمام مجلس الأمن من أن نظام الدعم الإنساني في قطاع غزة المحاصر يواجه "انهيارًا تامًا"، وسط عدد غير مسبوق من القتلى من موظفي المنظمة الدولية.

وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إلى أن "الوضع الصحي في جنوب قطاع غزة كارثي للغاية والمستشفيات فقدت قدراتها الاستيعابية في الأقسام والعنايات المركزة والانشغال فيها بلغ 262 في المئة".

فيتو أميركي ضد قرار بوقف إطلاق النار

دبلوماسيًا، استخدمت الولايات المتحدة حق النقد الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت على النص الذي طرحته الإمارات العربية المتحدة.

و في معرض تبرير موقف بلاده، قال روبرت وود نائب مندوبة أميركا في الأمم المتحدة إن "مشروع القرار منفصل عن الواقع ولن يكون له أي تأثير على الأرض".

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار ينهي بشكل "فوري" الحرب على غزة.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان باسم المجموعة العربية: "نعتقد بأنه من الضروري وضع حد للمعارك بشكل فوري"، داعيًا مجلس الأمن إلى الموافقة على مشروع قرار بوقف إنساني لإطلاق النار في غزة.

من جهتها، لفتت مندوبة دولة قطر في الأمم المتحدة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني إلى أن الحصار الإسرائيلي لغزة يخالف القانون الإنساني الدولي، مشددة على أن دول مجلس التعاون الخليجي ترفض الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير سكان غزة.

ماذا بعد الفيتو الأميركي؟

وأشار السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إلى أن الوقت حان "لإبداء الشجاعة (..) يجب التحرك الآن"، مشيرًا إلى أن رفض الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة هو رفض لوقف الإبادة.

مراسل "العربي" من نيويورك نبيل أبي صعب أشار إلى أن الاتجاه الآن هو نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة لطرح الملف أمامها بعد فشل مجلس الأمن بتمرير قرار وقف النار.

وكشف أن السفراء الأعضاء في مجلس الأمن سيقومون بزيارة ميدانية لمعبر رفح من الجانب المصري يوم الإثنين في جولة من تنظيم مصر والإمارات.

وأوضح أن الدولتين وجهتا دعوات لأعضاء مجلس الأمن لزيارة المعبر، إلا أنه لفت إلى أن الولايات المتحدة قررت عدم تلبية الدعوة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close