صُنفت موريتانيا في المرتبة 165 -وهي درجة متأخرة جدًا- في مؤشر الأداء البيئي المعتمد من قبل الأمم المتحدة لقياس الأداء البيئي للدول وتقييمه. وجاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للبيئة. ويعزو مهتمون هذا الواقع إلى غياب الشفافية وضعف أداء الحكومة بشكل عام.
وبحسب بعض الخبراء البيئيين فنواكشوط مهددة بالغرق وذلك بسبب انخفاض أجزاء منها عن سطح المحيط، واستخدام بعض المقاولين الحاجز الرملي الذي يحميها لأغراض البناء. كذلك تسببت لعبة المصالح الآنية في دمار البيئة البحرية وتراجع كميات الأسماك المصطادة.
التلوث يهدد الثروة السمكية
وفي اليوم العالمي للمحيطات في الثامن من يونيو/ حزيران لهذا العام، يرصد الصيادون في موريتانا العواقب الوخيمة لتلوث الأطلسي على حياة ومستقبل الأحياء البحرية.
ويقول محمد يحيى سيد إبراهيم: "إن الأسماك غير موجودة بسبب تفريغ زيوت الباخرات والنفايات في البحر".
ويعتبر البعض أن تداعيات اكتشاف النفط والغاز من أسباب نفوق الأسماك الملاحظ من وقت لآخر. فقد ظهر الفساد في بيئة موريتانيا البحرية كما ظهر في بيئتها البرية، فقد دمّر جشع الإنسان أجزاء معتبرة من الغطاء النباتي الطبيعي وتراجعت المساحات الزراعية تحت تأثير الجفاف والتصحر.
وتتحرك الرمال في الصحراء بمعدل 6 كيلومترات في العام وتقضم المزيد من الأراضي الصالحة للزراعة. وفيما تحتمي بعض المزارع بالمدينة إلا أنها مهددة بندرة الماء.
ضعف في الأداء والبيانات
ويعتبر المتخصص في شؤون الاستدامة البيئية محمد يحيى الشاه أن موشر الأداء البيئي رغم مصداقيته فهو مجحف بحق بعض الدول التي أتت متأخرة جدًا في الترتيب.
ويلفت الشاه إلى أن هذا المؤشر يعتمد على 40 مؤشرًا جزئيًا يتضمن المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث والتصحر والتمويل والاتصال والإعلام والتشارك وغيرها ويتم حساب هذه المؤشرات كل سنتين.
ويقول الشاه في حديثه إلى "العربي" من نواكشوط: "غالبًا هناك ضعف في أداء بعض المواضيع، لكن في بعض الحالات هناك غياب للبيانات وهي إحدى المشاكل التي تتعرض لها موريتانيا ما يؤدي إلى تصنيفها في مرتبة متأخرة".
تهديد نواكشوط بالغرق
كما يشير الشاه إلى مخاطر محتملة لغرق نواكشوط وهو احتمال مدرج في تقارير علمية لا جدال فيها، لكنه يعتبر أن هناك تضخيما لهذا الموضوع.
ويلفت إلى تعرض الحاجز الرملي للمدينة للاستنزاف منذ نحو 15 عامًا وإلى إجراءات يتم اتخاذها لإيقاف هذه الظاهرة.
ويضيف الشاه: "هناك انجراف على الشاطئ الغربي لإفريقيا، وجميع الدول الواقعة هناك مثل موريتانيا وغينيا والسنغال وبنين ونيجيريا وجمهورية التوغو تتعرض لانجراف وهي ظاهرة طبيعية يزيد تغيّر المناخ من حدتها"، ما يهدد المدن المبنية على مستويات أكثر انخفاضًا من سطح البحر بالغمر بشكل تدريجي.
ويؤكد الشاه أن السلطات الموريتانية تأخذ الملف بجدية، وهناك أكثر من هيئة تعمل على هذه الظاهرة، وقد أجريت دراسات وسيناريوهات علمية. ويُعمل الآن على تقوية الحاجز الرملي لسد الثغرات الموجودة ولإعادة استنبات غطاء نباتي على هذا الحاجز، كما يتم العمل مع الشركاء من أجل استدامة الشاطئ، بحسب الشاه.