Skip to main content

أداء "مخيب" في المناظرة.. ما تأثير إطلالة بايدن ومواقفه على الانتخابات؟

السبت 29 يونيو 2024
ملفات الاقتصاد وقانون الهجرة والجدل بشأن الإجهاض كانت حاضرة بقوة في المناظرة الرئاسية - غيتي

بعد ساعات فقط من مناظرة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب، خرج أنصار الحزب الديمقراطي بخيبة أمل، عقب أداء وصفوه بالباهت والصامت ودون المأمول.

في المقابل، ورغم تفوق أداء ترمب على الرئيس بايدن، إلا أن ذلك لم يمنع من توجيه انتقادات لاذعة لمضمون حديثه، خاصة وأنه لجأ إلى الاستعانة بالحيل للتهرب من الأسئلة الصعبة، لكنه خرج فائزًا بأغلبية أصوات مراقبي المناظرة.

غزة حاضرة في المناظرة

وملفات الاقتصاد وقانون الهجرة والجدل بشأن الإجهاض كانت حاضرة بقوة. وفي السياسة الخارجية، تبادل المرشحان الاتهامات بشأن ملفات عدة وفي مقدمتها غزة وأوكرانيا، حيث تسابقا في دعمهما لإسرائيل.

وقال بايدن، إنه كان وراء إنشاء تحالف دولي واسع لحماية إسرائيل أثناء الهجوم الإيراني عليها، متهمًا حركة حماس بعرقلة أي اتفاق لإنهاء الحرب.

أما ترمب، فوصف تعامل بايدن مع هذه الحرب بأنه يتصرف كـ"فلسطيني"، ولكنه "يبدو فلسطينيًا ضعيفًا" على حد تعبيره، حيث راح يقول: "إنه كان يجدر به أن يترك إسرائيل تنهي مهمتها في غزة".

وعند سؤال ترمب عن موقفه من حل الدولتين، اكتفى ترمب بالقول "سوف نرى".

رغم تفوق أداء ترمب على بايدن إلا أن ذلك لم يمنع من توجيه انتقادات لاذعة لمضمون حديثه - غيتي

ونتائج المناظرة فجّرت تساؤلات حقيقية لدى كبار الديمقراطيين، بشأن ما إذا كان بايدن يستطيع الاستمرار زعيمًا للحزب وفق ما ذكرت "سي إن إن"، خاصة وأن استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة لم تكن في مصلحة بايدن قبل المناظرة.

كما أن المناظرة أظهرت التأييد المطلق لإسرائيل، ما يترك تساؤلات عميقة لدى الناخبين الأميركيين من أصول عربية وأنصار القضية الفلسطينية بخصوص تحديد خيارهم الانتخابي.

ما تأثير المناظرة على الانتخابات؟

وضمن هذا الإطار، اعتبر إبراهيم فريحات، أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن "الجديد في المناظرة هو ظهور بايدن وكأنه مثير للشفقة، ففيما كانت هناك تخوفات بشأن وضعه الصحي لم تكن المستويات متوقعة إلى هذا الحد، بأنه ضعيف صحيًا وخائف ومتعثر وغير قادر على إتمام بعض الجمل ومشتت".

وأشار فريحات في حديث لـ التلفزيون العربي من الدوحة، إلى تفوق كبير لترمب في مستوى الأداء لكن دون المضمون في المناظرة. ويقول إن ذلك أثّر على وضعه في الولايات المتأرجحة. 

وذكر أن للمناظرة تأثير بسيط على الانتخابات ولا تعتبر حاسمة، مشيرًا إلى أن الكثير من الرؤساء الأميركيين خسروا المناظرة الانتخابية الأولى أو الثانية لكنهم في النهاية فازوا في الانتخابات.

إلا أن "أداء بايدن الصادم في المناظرة خرج عن الإطار التاريخي لدور المناظرة في الانتخابات، حيث فاقم أداء بايدن التعيس أزمة داخل الحزب الديمقراطي، فتعالت الأصوات لإيجاد مرشح آخر"، وفق فريحات.

وعن فلسطين، أشار فريحات إلى أن "ترمب حاول التشكيك بولاء بايدن لإسرائيل، لافتًا إلى أن بايدن ودون أن يرد بالشكل المناسب أخذ يزايد أيضًا في الدعم لإسرائيل، وكأن الأمر سباق ومزايدة بين الطرفين على من يكون أكثر ولاء ودعمًا لإسرائيل.

"أداء بايدن مثير للقلق"

بدوره، رأى ريتشارد تشازدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، أن، "أداء بايدن ليلة البارحة كان صادمًا ومثيرًا للقلق، وضاعفه قلق الأشخاص حيال وضعه الصحي وعمره وقدرته على القيام بمهام الرئاسة".

وأضاف تشازدي في حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أن "بايدن كان يحاول أن يحسن ما بدا أنه أداء مروع جدًا وأثار عدة أسئلة بشأن البديل الممكن عنه لينسحب".

وأردف بأن "ترمب أبلى بدوره بلاء أحسن، لكنه كذب كثيرًا".

ولفت إلى ما ذهب إليه بعض المحللين من حيث أن المرشحَين بايدن وترمب لم يبليا بلاءً حسنًا، ولم ينجحا في امتحان هذه المناظرة. 

وبخصوص ما جاء في المناظرة بشأن فلسطين، قال تشازدي إن انتقاد ترمب لبايدن في دعمه - من وجهة نظره - الضعيف لإسرائيل وما أضافه في هذا الشأن، يشير إلى أن السياسة الخارجية الأميركية تجاه غزة والفلسطينيين في ولاية ترمب ستكون أقسى بكثير.

ورأى أن تلك كانت هدية لبايدن، لأن هذا الأخير يواجه الكثير من رد الفعل العكسي".   

"ترمب فاز في المناظرة"

من جانبه، قال إيلي بريمر، المخطط الإستراتيجي في الحزب الجمهوري، إن "ترمب فاز بالمناظرة، لا سيما وأن بايدن بدا بشكل مروّع في مناظرة تلفزيونية تعد فيها الصورة مهمة للغاية".

وأردف في حديث للتلفزيون العربي من كولورادو، بأن الأميركيين ينظرون باهتمام كبير إلى هذه الانتخابات.

واعتبر أن "تناقض الصورة بين بايدن وترمب بدا واضحًا خلال المناظرة التي جرت الليلة الماضية، فأحدهما كان يبدو مرشحًا رئاسيًا جيدًا أما الثاني فبدا وكأن لا جدوى له في هذا الترشيح الرئاسي ليكون قائد أكبر قوة في العالم".

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة