أعلنت جماعة الحوثي في اليمن أمس الإثنين أن أدوية مهربة "ملوثة ببكتيريا قاتلة" تسببت بوفاة أطفال مصابين بسرطان الدم، قبل أيام.
وكشفت جماعة الحوثي عن هذه التفاصيل في مؤتمر صحافي عقدته في صنعاء، لإطلاع الرأي العام على آخر مستجدات القضية، وفق وكالة أنباء سبأ (النسخة الحوثية).
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، قد أعلنت مساء الجمعة، وفاة 18 طفلًا، بجرعة دواء منتهية الصلاحية، في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء.
وتم الكشف بداية عن وفاة 10 أطفال، لكن وزارة الصحة أعلنت لاحقًا عن ارتفاع العدد، حيث قالت إن الوفاة ناجمة عن حقنهم بدواء ملوث ومهرب من الخارج.
#اليمن.. وفاة 10 أطفال من مرضى سرطان الدم بعد حقنهم بدواء ملوّث#العربي_اليوم تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/4nX3iGF6Wz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 15, 2022
وفي المؤتمر، أشار رئيس المجلس الطبي الأعلى التابع للحوثيين الدكتور مجاهد معصار إلى أنه فور تلقي البلاغ بهذه الحادثة قام وزير الصحة طه المتوكل، بتشكيل لجنة تحقيق من الجهات المعنية والتي بدأت بمباشرة أعمالها.
وأوضح أن 29 حالة تلقت جرعة من دواء مهرب 10 حالات منها لم تتعرض لمضاعفات، فيما تعرضت 19 حالة لمضاعفات توفي منها 10 أطفال وحالة في العناية المركزة والبقية تحسّنت.
وأشار عصار إلى اكتشاف حالتين أيضًا تعرّضتا لمضاعفات الدواء في حضرموت، إحداهما في العناية المركزة، قائلًا إن اللجنة قامت بالتحقيق وتم إرسال العينات التي استخدمت للمرضى من الأدوية التي تم شراؤها من إحدى الصيدليات للفحص في معمل الهيئة العليا للأدوية، وثبت أن التركيبة كانت ملوثة ببكتيريا قاتلة، وهي التي أدت إلى التهابات سحائية شديدة لدى الأطفال.
وأكد أن سبب تأخير تقديم النتائج يعود إلى أن نتائج الفحص بحاجة إلى 14 يومًا لتظهر، مؤكدًا أنه تم استكمال التحقيقات وإحالة ملف القضية إلى النائب العام.
كما طالب معصار الأمم المتحدة بفتح مطار صنعاء الدولي والموانئ اليمنية ليتم ضبط وتسريع دخول الأدوية إلى البلد، لتجنب حدوث مثل هذه الكوارث والحد من دخول الأدوية المهربة لليمن.
"مسؤولية تقع على عاتق التحالف"
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية الدكتور محمد الغيلي أن مضاعفات الأطفال المرضى هي نتيجة لدواء تم تهريبه من خارج البلاد ووصل إلى إحدى الصيدليات في صنعاء، والذي تم شراؤه من قبل أهالي المرضى، ما تسبّب بهذه المضاعفات ووفاة عدد من الحالات.
وحمّل رئيس الهيئة العليا للأدوية قوات التحالف مسؤولية دخول الأدوية المهربة وتأخر وصول الأدوية الحيوية خاصة للأمراض المزمنة.
وكان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني قد أكد أن سبب وفاة الأطفال توزيع الحوثيين يعود إلى جرعات دواء كيميائي منتهية الصلاحية، تم تكديسها لفترات طويلة في المخازن.
وأوضح في تصريحات صحفية الجمعة أن "الحوثيين كانوا قد حصلوا على هذه الأدوية كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى، وباعت جزءًا منها، وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن تقوم بالتلاعب بتاريخ الانتهاء، وتوزيعها على المستشفيات".
ولم تذكر الحكومة ولا جماعة الحوثي زمنًا محددًا لوفاة الأطفال، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه تم حقنهم نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، وتوفوا على مدار أيام متفرقة.
ويشهد اليمن نقصًا كبيرًا في الأدوية والمعدات الطبية نتيجة الحرب المستمرة منذ 2014 بين الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والحوثيين المؤيدين لإيران والذين يسيطرون على صنعاء ومناطق شاسعة، بينما يدفع المدنيون ولا سيما الأطفال منهم الثمن الباهظ، حيث تحققت اليونيسيف من وفاة 10 آلاف طفل حتى الآن.
وبحسب وكالة "فرانس برس" فإن الحكومة المعترف بها تقوم باستيراد الأدوية من الخارج لكن عملية نقلها لمناطق الحوثيين تتطلب وقتًا طويلًا بانتظار الحصول على موافقات من الطرفين.
أما الأدوية التي تُستورد مباشرة إلى مناطق الحوثيين، فتصل عبر سفن تخضع للتفتيش من قبل التحالف في مياه البحر، وغالبًا ما تكون أسعارها مرتفعة جدًا.