أكد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، اليوم الخميس، أن القارب الذي تحطم في المياه الدولية قبالة اليونان، وأودى بحياة 79 شخصًا على الأقل موجود في منطقة البحث والإنقاذ التي تقع تحت مسؤولية أثينا.
وأبلغ بيانتيدوزي قناة "سكاي تي.جي.24" التلفزيونية الإيطالية بأن "الحادثة وقعت... ضمن منطقة البحث والإنقاذ اليونانية، في نطاق المسؤولية المحددة لهذا البلد".
مأساة كبرى
وقال: "لكن هذا لا يعني إلقاء اللوم على اليونان، بل إن الأمر يتعلق فقط بتحديد مناطق المسؤولية".
وأضاف بيانتيدوزي: "هذه مأساة كبرى تشجعنا أكثر على الطريق الذي سلكناه. نعتقد اعتقادًا راسخًا أن السبيل الأنسب لمعالجة ذلك هو وقف مهربي البشر" في إشارة لعمليات انطلاق الهجرة غير الشرعية من شمال إفريقيا.
وتابع: "لن نتمكن من فعل ذلك إلا بالتعاون معًا مع أوروبا والمجتمع الدولي".
وبحسب المتحدث باسم خفر السواحل اليوناني، فإن المهاجرين على قارب الصيد، الذي انقلب في المياه الدولية على بعد نحو 80 كيلومترًا من مدينه بيلوس الساحلية الجنوبية، أرادوا الذهاب لإيطاليا ورفضوا المساعدة اليونانية.
وشددت الحكومة الإيطالية اليمينية في مارس/ آذار الماضي، التي تتبنى نهجًا متشددًا مع الهجرة غير المشروعة عقوبات السجن لمهربي البشر بعد أن تسبب تحطم قارب مهاجرين قرب كالابريا جنوب البلاد في مقتل 94 على الأقل.
78 ضحية وعمليات البحث جارية
وفي ظل هذه المأساة المروعة، تواصل اليونان، اليوم الخميس عمليات البحث لمحاولة العثور على ناجين غداة غرق مركب يقلّ مئات المهاجرين قبالة سواحل جنوب غرب البلد
وعُثر على 78 جثة حتى الآن في البحر قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، حسبما أكّد خفر السواحل اليوناني الذي عدل حصيلة تحدثت الأربعاء عن 79 ضحية.
مقتل 59 شخصا على الأقل وإنقاذ 100 آخرين بعد غرق زورق للمهاجرين قبالة سواحل #اليونان 👇 pic.twitter.com/nMm1O78UFA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 14, 2023
وقالت ناطقة باسم سلطات الموانئ اليونانية: إن مركبَي دورية ومروحية وستّ سفن أخرى من المنطقة تواصل البحث في المياه غرب سواحل بيلوبونيز، وهي من أكثر المناطق عمقًا في البحر الأبيض المتوسط.
من جهتها، قالت الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أثينا ستيلا نانو لقناة "إي أر تي" العامة: "قد تكون أسوأ مأساة بحرية في اليونان في السنوات الأخيرة".
وفي مرفأ كالاماتا، جنوب غرب اليونان، إلى حيث نُقل الناجون، أكّدت إيراسميا رومانا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "الوضع مروّع بالفعل".
وأضافت أن الناجين "في حالة نفسية سيئة للغاية ... كثير منهم في حالة صدمة ومرهقون".
ناجون من دول عربية
وأعلنت اليونان الحداد ثلاثة أيام حتى السبت القادم، بعد المأساة التي وقعت قبل قليل من الانتخابات التشريعية في 25 يونيو/حزيران وهي الثانية في شهر.
حتى الساعة، أُنقذ 104 أشخاص لكن أثينا تخشى أن مئات المهاجرين الآخرين ما زالوا في عداد المفقودين، بسحب شهادات الناجين.
وقالت الناطقة باسم خفر السواحل: إن الناجين "كلّهم رجال"، مشيرة إلى احتمال أن تكون نساء وأطفال ضمن المفقودين.
وأشارت السلطات إلى أن الناجين هم 47 سوريًا و43 مصريًا و12 باكستانيًا وفلسطينيان.