مع تأزم ملف أسعار الطاقة في أوروبا، دعت التشيك مجلس الطاقة الأوروبي لاجتماع طارئ قريبًا من أجل بحث سبل ارتفاع أسعار الطاقة الملتهبة.
والأربعاء، قال وزير الصناعة التشيكي جوزيف سيكيلا إن بلاده تدرس توجيه دعوة للمجلس، وتابع: "إنها مشكلة لكل أوروبا وبالطبع عندما يكون لديك سوق أوروبية ومشكلة أوروبية، عندئذ فإن الحل الأسهل يمكن إيجاده على المستوى الأوروبي".
واعتبر أن تحديد سقوف للأسعار على المستوى الأوروبي سيكون إجراء محتملاً، مشيرًا إلى أن بلاده ستؤيد هذا إذا قرر الاتحاد الأوروبي دراسته.
الأزمة تتفاقم.. #التشيك تدعو مجلس الطاقة الأوروبي إلى اجتماع طارئ لبحث ارتفاع أسعار الطاقة تقرير: زينب السباعي pic.twitter.com/ltiDAhdxTp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 28, 2022
وتختزن أزمة الطاقة الكثير من الكيدية في التعامل، حيث تتهم شركة "ريستاد إينرجي" البريطانية بحرق أكثر من أربعة ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا لعجزها عن بيعه في مكان آخر.
وتضع شركة "غازبروم" الروسية هذه التهم في دائرة الاصطفافات ضدها، موضحة أن الغاز الطبيعي يملأ 92% من خزاناتها.
بدوره، يرى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، أن أوروبا عاقبت نفسها بنفسها لأن بلاده مستعدة لتوريد الغاز إليها، لكن الأوروبيين هم من حظروا الدفع بالروبل.
انعدام جسور التواصل
وتتفاقم أزمة الطاقة مع اقتراب الشتاء في أوروبا وتراجع شحنات الغاز الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا، بينما تسجّل أسعار الكهرباء والغاز أرقامًا قياسية، في وقت يتحدث فيه مسؤولون أوروبيون عن خطط لتوفير الطاقة.
وقررت الهيئة التنظيمية للطاقة البريطانية، رفع أسعار الغاز بنسبة 80% بدءًا من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، فيما تنشغل ألمانيا في كيفية توفير استهلاك الطاقة على غرار مدينة لوبيك التي قررت وقف الإضاءة الخارجية للمباني العامة.
ورغم أن القارة الأوروبية قد تتمكّن من تجاوز فصل الشتاء بمخزون الغاز الحالي، لكن ذلك سيتم عبر إجراءات طوارئ وأسعار مرتفعة على المستهلكين.
وخلال الأشهر الماضية، توقفت روسيا بالكامل عن ضخ الغاز إلى بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا، وخفضت الكميات لدول أخرى بشكل كبير.
وستعلّق روسيا صادراتها من الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" لبضعة أيام أواخر الشهر الحالي، في ثاني توقف من نوعه خلال الصيف.
وعلى رغم أن موسكو تعلّل هذا الإجراء بأعمال الصيانة، إلا أن برلين سبق أن اتهمتها باستخدام موارد الطاقة سلاحًا ضمن تصاعد التوتر على خلفية فرض العقوبات عليها، بسبب الهجوم العسكري على أوكرانيا.