أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن "شتاءً صعبًا" ينتظر أوروبا هذا العام، بعد تخفيض روسيا لإمدادات الغاز.
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن موسكو باتت طرفًا غير موثوق به في ما يتعلق بإمدادات الغاز الروسي، معتبرًا ذلك جزءًا من الواقع الجديد، مشيرًا إلى أن بلاده تتحضر لاستيراده مسالاً عبر البحر.
وكانت شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم"، قد أعلنت عدم استئناف إمدادات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" السبت، كما كان مخططًا له بعد أعمال صيانة لثلاثة أيام.
وقوبلت هذه التصريحات بأخرى لروسيا، حيث قالت إن: أوروبا تدفع ثمن أخطائها بحسب الكرملين، مذكرًا إياها بالعقوبات التي تستهدف بلاده على خلفية هجومها على أوكرانيا.
سياسة "كسر العظم"
واعتبر الأكاديمي والباحث السياسي، صلاح القادري، أن البدائل التي تحاول أوروبا تأمينها عوضًا عن الغاز الروسي سواءً عن طريق الطاقة النووية في فرنسا أو الاعتماد على الفحم في ألمانيا أو حتى تقليل الاستهلاك، ليست حلولاً حقيقية أو كافية للتعويض عنه/ خاصة أن الواردات الأوروبية من غاز روسيا ليست بسيطة وتقدّر بنحو 20 مليار متر مكعب سنويًا.
وقال القادري في حديث إلى "العربي" من باريس، إن: حاجة أوروبا بالمجمل من الغاز تبلغ 155 مليار متر مكعب، مشيرًا إلى أن أكبر الدول التي تملك احتياطات كبيرة جدًا من الغاز مثل قطر والولايات المتحدة، لن تقبل تصديره عن طريق عقود قصيرة الأجل، لأنها تريد العقود الطويلة الأجل والتي إن وُقعّت، ستكون غالية جدًا.
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر تخفيض إمدادات الغاز عبر خط "نورد ستريم 1" سابقًا إلى 60% ثم 40% إلى 20%، كما أوقف عمل الخط لمدة عشرة أيام في شهر يوليو/ تموز الفائت، بعدما وصلت ألمانيا إلى نسبو 80% من التخزين، ويريد أن يدفعها إلى استهلاك ما هو مخزّن، ثم يبدأ التفاوض معهم على رفع العقوبات ثم يعيد النظر في قضية توريد الغاز.
كما يهدف بوتين إلى اتباع سياسة التصعيد و"كسر العظم" من خلال خلق رأي عام أوروبي وأميركي يطالب الحكومات بالاهتمام بشؤونهم الاقتصادية حتى يصل إلى مرحلة التفاوض على رفع العقوبات عن بلاده، حيث تشهد القارة العجوز ارتفاعًا بنسبة التضخم ومعه ارتفاع أسعار الغاز والسلع الغذائية، وفق القادري.