تستمر أزمة الكهرباء في العراق، التي تترافق مع ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، في ظل استهداف وسائل نقل الطاقة في البلاد.
وأعلنت الحكومة العراقية، أمس السبت، مقتل 7 أشخاص وإصابة 11 آخرين جرّاء تفجيرات طالت في الفترة الأخيرة 61 برجًا لنقل الطاقة الكهربائية في البلاد.
وقالت خلية الإعلام الحكومي في بيان: إن "الهجمات التي تعرّضت لها شبكة الكهرباء الوطنية أسفرت عن مقتل 7 وإصابة 11 آخرين، وتخريب 61 برجًا للطاقة الكهربائية".
وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي قد وافق على استقالة وزير الكهرباء، وأمر بتشكيل خلية أزمة لمعالجة مشكلة الكهرباء.
حماية المنشآت
ويعيش العراق ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، التي تجاوزت عتبة الـ50 درجة مئوية، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
ويرجع المسؤولون سبب أزمة الكهرباء إلى نقص الإنتاج وعمليات التخريب التي تستهدف أبراج الطاقة.
وأوضح النائب العراقي جاسم آل جبارة، خلال مؤتمر صحافي، أن عمليات التخريب في محافظة صلاح الدين وصلت إلى أكثر من 64 عملية.
وعبّر المواطنون عن غضبهم بطرق مختلفة، فيما قابلتهم الحكومة بسلسلة إجراءات إدارية عبر إقالة بعض المسؤولين، دون أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تحسين واقع هذا القطاع.
من هنا، يرى الباحث في الشأن السياسي مهدي خزعل، في حديث إلى "العربي"، أن الحكومة "مقصّرة" في حماية منشآتها، ما يضع البلاد أمام أزمة حقيقية.
الوضع في البصرة
وفي محافظة البصرة، وصلت الحرارة إلى درجات قياسية، تزامنًا مع انقطاع الكهرباء ومياه الشرب.
ويجد الفقراء في هذه المناطق صعوبة في تأمين الأموال للحصول على الكهرباء والماء من مصادر خاصة.
وفي ظل هذا الواقع الصعب، لم تتمكن المنظمات الإنسانية من إحداث فارق كبير؛ حيث يؤكد المسؤول في مؤسسة البصرة الفيحاء الخيرية لطيف العبودي، في حديث إلى "العربي"، أن نسبة الملوحة في مياه البصرة باتت غير طبيعية، دون وجود أي وسيلة حقيقية لمساعدتهم على تخطي المشكلة.
الصراع السياسي
في هذا السياق، يشدد الباحث السياسي باسل الكاظمي على أن كل ما يحصل داخل العراق سببه الصراعات السياسية والخلافات الداخلية.
ويؤكد الكاظمي، في حديث إلى "العربي" من بغداد، أن عمليات التخريب التي تطال منشآت الكهرباء ليست نتيجة أعمال إرهابية، بل هي بسبب بعض الأطراف السياسية التي تحاول تأجيل الانتخابات عبر إثارة المواطنين.
ويقول: "من المعيب أن القوى السياسية في العراق، وعلى مدى 17 سنة، لم تستطع تأمين الكهرباء وبناء المحطات للمواطنين".
ويضيف: "من يقف خلف هذه الأعمال هم رؤوس كبيرة في العراق، من منطلق مصائب قوم عند قوم فوائد".