السبت 16 نوفمبر / November 2024

أزمة الكهرباء في لبنان.. الطاقة الشمسية بمواجهة "ظلام الدولة"

أزمة الكهرباء في لبنان.. الطاقة الشمسية بمواجهة "ظلام الدولة"

شارك القصة

يعاني لبنان من انقطاعات كبيرة للتيار الكهربائي تستمر أحيانًا 20 ساعة في اليوم، ما دفع العديد من اللبنانيين إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.

دفعت أزمة القطاع الكهربائي في لبنان بالعديد من المواطنين لإيجاد الحلول البديلة. وفيما اختار البعض الاشتراك في المولدات الضخمة وسط الأحياء، لجأ آخرون إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية.

ويعاني البلد الصغير من انقطاعات كبيرة للتيار الكهربائي تستمر أحيانًا 20 ساعة في اليوم بسبب الأزمة المالية التاريخية التي يمر بها، والتي تحول دون استيراد سلع أساسية من بينها الفيول الضروري لتشغيل محطات الكهرباء التابعة للدولة.

ويشير عبد الرحمن عيتاني، وهو صاحب شركة مختصة بإمدادات الطاقة الشمسية، في حديث إلى "العربي" إلى أن العديد من المواطنين لجؤوا إلى تلك الوسيلة في ظل أزمة انقطاع التيار المستمرة، وارتفاع تكلفة الاشتراك في المولدات الكهربائية. 

ويضيف عيتاني أن تلك الوسيلة تلبي حاجة المواطنين الذين قاموا بتركيبها في المنازل، لتخزين الطاقة خلال النهار واستعمالها ليلًا.

حلول طويلة الأمد

ويوضح محمد الحلاق الاختصاصي في تركيب ألواح الطاقة الشمسية أن كل اللبنانيين كانوا يلجؤون بداية إلى تلك الوسيلة باعتبارها بديلًا ثانويًا في حال انقطاع الكهرباء، لكن مع الغياب التام للطاقة التي تؤمنها الدولة، أصبحت الطاقة الشمسية هي الطاقة الأساسية التي يعتمد عليها هؤلاء. 

من جهته، يقول عزيز رزق الله، الذي قرر الاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء: "نعيش في بلد، عليك أن توفر فيه البدائل الممكنة لكل الحاجات". وأضاف:" البديل الأول عن انقطاع الكهرباء كان المولدات الكهربائية، لكن ما إن أصبحت عبئًا ماديًا ثقيلًا، اضطررنا لإيجاد بديل نتكيف ووجوده، ويعوض الكلفة التي انفقناها عليه بالاستمرارية". 

ويشرح عيتاني مدى الاستفادة الممكنة من استعمال الألواح الشمسية، ويقول: إن تلك الألواح تعيش مطولًا لمدة قد تبلغ 20 عامًا، وهي استثمار طويل الأمد"، ويضيف: "إن تكلفة الأجهزة الحالية المستعملة لتوليد تلك الطاقة باتت أرخص مما كانت عليه قبل 10 سنوات".

ويتابع: "إن تكاليف تركيب أجهز الطاقة الكهربائية باتت اليوم تتراوح ما بين 6 و7 آلاف دولار أميركي، بعدما كانت تصل حتى 15 ألفًا".

تكاليف خيالية

ويؤكد الحلاق أن التكاليف التي يتكبدها المواطن مقابل تأمين الكهرباء من المولدات الخاصة باتت "خيالية"، فقد وصلت حد الـ80 دولارًا مقابل 5 أمبير، وهي قدرة لا تكفي البيت الواحد. كما أن الكلفة تتجاوز رواتب العديد من اللبنانيين. 

ويشدد  على عامل المناخ في لبنان إذ إن البلد المتوسطي يتمتع بـ 300 يوم مشمس في السنة الواحدة تقريبًا، ما يعني أن إمكانية استخدام الطاقة الشمسية باعتباره خيارًا من الممكن اعتماده وضبطه لتوفير الكهرباء في معظم أيام السنة.

ويطالب المجتمع الدولي لبنان بإصلاح شامل لقطاع الكهرباء المتهالك والذي كبّد الحكومة ديونًا تتجاوز 40 مليار دولار منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت منذ 1975 وحتى العام 1990.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close