الخميس 21 نوفمبر / November 2024

أزمة "بنيويّة" ولا حلّ في الأفق.. الخلافات تتفاقم في لبنان

أزمة "بنيويّة" ولا حلّ في الأفق.. الخلافات تتفاقم في لبنان

شارك القصة

يعود تعثّر تشكيل الحكومة إلى تمسك الرئيس المكلف بعدم الاعتذار، وإصرار رئيس الجمهورية، في المقابل، على تسمية وزرائه ما يعني عدم الإجماع على المبادرة الفرنسية.

تفاقمت الخلافات السياسيّة في لبنان بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري، على وقع الخطاب الذي ألقاه الأخير في ذكرى اغتيال والده، رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وردّ الرئاسة عليه، والذي ثبّت أجواء التعثّر الحكوميّ.

وعلى الرغم من أنّ خطاب الحريري أتى عالي اللهجة وتصادميًا مع فريق رئيس الجمهورية، إلا أنه لم يقطع شعرة معاوية مع الأخير، إذ كرّر "ثوابته" لجهة تشكيل حكومة اختصاصيّين غير حزبيّين لا ثلث معطّلاً فيها. 

إلا أنّه غمز من قناة عون وصهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل عندما لوّح للبنانيين بلائحة مرشحي "العهد" للتوزير، والتي قال الحريري إن أربعة أسماء فيها تنطبق عليها صفة اختصاصيّين.

ويعود تعثّر تشكيل الحكومة إلى تمسك الرئيس المكلف بعدم الاعتذار عن استكمال مهمّته، وإصرار رئيس الجمهورية، في المقابل، على تسمية وزرائه ما يعني عدم الإجماع على المبادرة الفرنسية رغم إعلان كل الفرقاء موافقتهم عليها.

المشكلة بنيوية

ويرى الكاتب الصحافي مهنّد الحاج أنّ المشكلة "بنيوية في أساسها"، موضحًا أنّ "هناك مبادرة فرنسية تريد انتزاع وزارة الطاقة من رئاسة الجمهورية اللبنانية ولديها مجموعة مرشحين يريدون وضع الإصلاح في مقدّم أولوياتهم". 

ويلفت الحاج علي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ "هذا الملف يعني إعادة الكهرباء إلى لبنان 24 ساعة على 24، مع ما ينطوي على ذلك من فضحٍ لممارسات العقد الماضي".

ويتحدّث الحاج علي عن استحقاق مهمّ جدًا يرتبط به التأزّم الحكومة، ويتمثّل بالانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ إنّ "المرشح الأساسي في فريق رئيس الجمهورية (باسيل) يريد أن يحضّر نفسه عبر الحصول على ثلث المقاعد الوزارية في الحكومة من أجل تحسين تموضعه في الانتخابات الرئاسية وهذا يعطيه الكثير من الأوراق، ويعني وجود قدرة لديه على الإمساك بمصير الحكومة بشكل كامل".

طموحات "شخصية وفردية"

ويشير الكاتب الصحافي اللبناني إلى "طموحات شخصية وفردية" تقف عائقًا أمام تشكيل الحكومة، وبالتالي دون الشروع في أيّ إجراءات من شأنها تجميد الانهيار المالي والاقتصادي الذي يقض مضاجع اللبنانيين بشكل كبير.

ويلفت إلى أنّ "هذا كان مضمون خطاب الحريري وسيكون أساس كل المواقف التي ستصدر في الفترة المقبل ومنها الموقف الذي صدر سابقًا عن رئيس البرلمان نبيه بري والذي سيتكرّر في الأيام والأسابيع المقبلة لأنه لا حل في الأفق حتى اليوم".

وإذ يعتبر أنّ "أساس التحرك الفرنسي الجديد لم يأتِ من فراغ"، يشير إلى أنه "جاء بعد تبدّل في الموقف الإيراني لناحية تسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية ومحاولات الضغط على الوزير باسيل من قبل حليفه حزب الله".

موقف "حزب الله"

ويرى الحاج علي أنّه "بالإمكان التقاط إشارات موقف حزب الله الحقيقي من خلال التوتر الذي يبرز بينه وبين التيار الوطني الحر بعد تصريحات التيار الناقدة له، بما يؤشر أن الحزب مع تشكيل الحكومة وفقًا للصيغة المطروحة فرنسيًا".

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الحزب "قلِق من احتمال تفجّر الشارع وانطلاق انتفاضة جديدة في الشارع اللبناني على غرار ما حدث في مدينة طرابلس أخيرًا".

لكنه يشير إلى أنّ الحزب "غير قادر على الضغط أكثر على التيار الوطن الحر لأنّ من شأن ذلك تغيير العلاقة بينهما بشكل كبير وهنا المعضلة الأساسيّة".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close