بحث رئيس الوزراء اللبناني المكلّف سعد الحريري الأزمة في لبنان، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ظلّ استمرار الجمود على خطّ تشكيل الحكومة، في ضوء الخلافات المستمرّة بين الرئيس اللبناني ميشال عون والحريري.
وأوضح الحريري، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أنّه لبّى دعوة ماكرون إلى عشاء عمل في قصر الرئاسة الفرنسية في ليل أمس الأربعاء لبحث الأزمة في لبنان، والصعوبات التي تواجه عملية تشكيل حكومة جديدة في بلاده.
وبحث الرئيسان الحريري وماكرون في الصعوبات اللبنانية الداخلية التي تعترض تشكيل الحكومة وفي السبل الممكنة لتذليلها، كما تناول اللقاء جهود فرنسا ورئيسها لتحضير الدعم الدولي للبنان فور تشكيل حكومة قادرة على القيام بالاصلاحات اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي واعادة اعمار ما تدمر في بيروت جراء انفجار المرفأ في أغسطس/آب الماضي.
وتناول اللقاء الذي دام ساعتين، آخر التطورات الاقليمية ومساعي الرئيس الحريري لترميم علاقات لبنان العربية وحشد الدعم له في مواجهة الازمات التي يواجهها، وفقًا لما كشفه المكتب الإعلاميّ للحريري.
كما تناول جهود فرنسا ورئيسها لتحضير الدعم الدولي للبنان فور تشكيل حكومة قادرة على القيام بالاصلاحات اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي واعادة اعمار ما تدمر في بيروت جراء انفجار المرفأ في آب الماضي. ٢/٣
— Saad Hariri (@saadhariri) February 10, 2021
وفي بادرة سلطت الضوء على بعض الإحباط، لم تُدرج الرئاسة الفرنسية العشاء على جدول أعمال ماكرون العلني، مما جعل الاجتماع خاصًا. ورفض المسؤولون التعليق في وقت سابق على ما إذا كان الرجلان سيجتمعان أم لا.
ويقود ماكرون الجهود الدولية لإنقاذ لبنان من أعمق أزمة له منذ الحرب الأهلية التي امتدت بين عامي 1975 و1990. ويحاول استخدام نفوذ باريس التاريخي في لبنان لإقناع السياسيين المتناحرين بتبني خارطة طريق وتشكيل حكومة جديدة لاجتثاث الفساد، وهو شرط أساسي للمانحين الدوليين، ومنهم صندوق النقد الدولي، لإطلاق مساعدات بمليارات الدولارات. لكن هذه الجهود باءت بالفشل حتى الآن.
وكلف رئيس الحكومة السابق الحريري، بتشكيل حكومة بعد استقالة مصطفى أديب في سبتمبر/ أيلول الماضي. ويجد الحريري صعوبة حتى الآن في تشكيل حكومة لتقاسم السلطة مع جميع الأطراف اللبنانية، بما في ذلك "حزب الله".
ونشطت حركة دولية وإقليمية لافتة على خط العاصمة اللبنانية بيروت في الأيام القليلة الماضية، بعد فترةٍ من الجمود والانكفاء، عزّزتها الخلافات الداخلية على تشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق، برزت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت، التي تزامنت مع جولة الحريري الخارجية. وفي وقتٍ تحدّثت بعض المعلومات عن احتمال أن يوفِد الرئيس الفرنسي مبعوثه باتريك دوريل إلى بيروت قريبًا، برز أيضًا موقفٌ للبابا فرنسيس يدعو لتشكيل الحكومة، ويحذر من فقدان هوية البلاد.