الجمعة 1 نوفمبر / November 2024

أزمة سد "النهضة".. إثيوبيا تمضي بخططها وترقب لجلسة مجلس الأمن

أزمة سد "النهضة".. إثيوبيا تمضي بخططها وترقب لجلسة مجلس الأمن

شارك القصة

سد النهضة
بدأت إثيوبيا الثلاثاء الماضي عملية ملء سد النهضة قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن (غيتي)
أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية، اليوم الثلاثاء، أن نظيرتها الإثيوبية أخطرتها رسميًا ببدء الملء الثاني لسد "النهضة" خلال موسم الأمطار الحالي، مؤكدة رفضها للخطوة.

استنكرت إثيوبيا اليوم الثلاثاء "تدخل" جامعة الدول العربية في الخلاف بين مصر والسودان بشأن سد النهضة الضخم على نهر النيل، قبل يومين من اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي لمعالجة ملف السد، فيما أخطرت كل من مصر والسودان بأنها ستقوم بالملء الثاني للسد.

إثيوبيا ترفض تدخل الجامعة العربية

فقد أعلنت جامعة الدول العربية في يونيو/حزيران دعمها لتدخل مجلس الأمن الدولي في هذه المسألة، رغم إصرار إثيوبيا على إجراء المفاوضات في إطار عملية مستمرة برعاية الاتحاد الإفريقي.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان "ترفض إثيوبيا تدخل جامعة الدول العربية غير المقبول في قضية سد النهضة الإثيوبي بعدما قدّمت الجامعة طلبًا إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة للتدخل في هذه المسألة".

وبحسب البيان، فقد أعرب وزير الخارجية ديميكي ميكونين عن "خيبة أمله" في رسالة إلى مجلس الأمن أمس الإثنين موضحًا أن "جامعة الدول العربية معروفة بدعمها غير المشروط لأي مطلب تقدمه مصر بشأن موضوع النيل".

إبلاغ السودان رسميًا بدء الملء الثاني

وأعلنت إثيوبيا إنجاز المرحلة الأولى من ملء الخزان في صيف 2020، وتنتقل إلى المرحلة الثانية مع اتفاق أو بدونه حيث أعلنت التأهب العسكري تأمينًا للعملية.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية، اليوم الثلاثاء، أن نظيرتها الإثيوبية أخطرتها رسميًا ببدء الملء الثاني لسد "النهضة" خلال موسم الأمطار الحالي، مؤكدة رفضها للخطوة، واعتبرتها "مخالفة صريحة" للقانون الدولي واتفاق المبادئ، وذلك في بيان للمتحدث باسم فريق التفاوض السوداني لسد "النهضة" الإثيوبي السفير عمر الفاروق.

وقال فاروق: "يرى السودان أن هذا الإخطار غير ذي جدوى ما لم يتم التفاوض والاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد". وتابع: "يؤكد السودان أن الاتفاق النهائي الملزم هو الإثبات الوحيد للرغبة الإثيوبية في التعاون".

وأشار إلى أن وزيرة خارجية بلاده مريم المهدي المتواجدة حاليًا في نيويورك "نقلت الخطاب الإثيوبي الذي تلقته الخرطوم من أديس أبابا إلى مجلس الأمن الدولي كنموذج وإثبات على اتخاذ إثيوبيا إجراء أحاديًا دون اعتبار مصالح السودان، الأمر الذي يزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار في الإقليم".

وكانت وزارة الري المصرية أعلنت أمس الإثنين أن إثيوبيا أخطرتها ببدء عملية الملء الثاني لسد النهضة، مؤكدة رفض القاهرة لهذه "الخطوة الأحادية"، ومحذرة من تداعياتها على الأمن والسلم إقليميًا ودوليًا.

آبي أحمد: السد لن يهدد دول المصب

وصرّح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس الإثنين، أن هدف بلاده من بناء "سد النهضة" هو فقط تلبية حاجاتها من الكهرباء، دون تشكيل تهديد على دول المصب، مصر والسودان.

وتتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي بشأن الملء والتشغيل، للحفاظ على منشآتهما المائية، وضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.

ويمثل إعلان إثيوبيا مضيها في الملء الثاني للسدّ بشكل أحادي تحديًا لكل من مصر والخرطوم اللتين تتطلعان إلى جلسة مجلس الأمن المرتقبة، التي ستكون الثانية من نوعها بعد جلسة عُقدت قبل عام، وانتهت بحثّ أطراف الأزمة على الحوار، تحت قيادة الاتحاد الإفريقي.

ما هي خيارات السودان؟

وبحسب مراسل "العربي" من الخرطوم فإن السودان "تتحدث عن جملة من الخيارات الفنية والسياسية والاستراتيجية والقضائية التي أعد لها مسبقًا، لكنّها تريد المضي نحو أقصى المسارات الدبلوماسية".

كما تريد الخرطوم "تحويل المراقبين الدوليين أو اللجنة الرباعية الدولية التي اقترحتها الخرطوم والقاهرة إلى وسطاء في المفاوضات".

وتعوّل الخرطوم، التي تدعو لتغيير منهجية التفاوض في الملف، على دور لمجلس الأمن لأنّه إذا أعاد ملف سد "النهضة" إلى الاتحاد الإفريقي هذه المرّة؛ فلن يتصرف به هذا الأخير لوحده، بل سيدخل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وعدد من الشركاء الدوليين لعلاج هذا الملّف، بحسب المراسل.

وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ عام 2011، للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل السد الذي تبنيه أديس أبابا، ليصبح أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاوات.

وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديدًا حيويًا لها إذ يعتبر نهر النيل مصدرًا لنحو 97% من مياه الري والشرب في البلاد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close