يستمرّ الجدل حول لقاح أسترازينيكا، فبعد المخاوف على السلامة التي تسبّبت بها بعض العوارض التي ظهرت لدى بعض متلقّي اللقاح، فُتِح نقاش جديد حول مدى احترامه للشريعة الإسلاميّة، بعدما وصفه مجلس العلماء في إندونيسيا بـ"الحرام".
لكنّ الشركة نفت، اليوم الأحد، هذه الاتهامات، مؤكّدة أنّ لقاحها المضاد لمرض كوفيد-19 لا يحتوي على مكونات مشتقة من لحم الخنزير، وذلك في رد على تأكيد في إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، أن اللقاح يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
وأعلن مجلس العلماء، الذي يعد أعلى مجلس ديني إسلامي في إندونيسيا، على موقعه على الإنترنت يوم الجمعة: "إن اللقاح حرام لأن عملية التصنيع تستخدم التربسين من بنكرياس لحم الخنزير". وقد وافق المجلس، رغم ذلك، على لقاح أسترازينيكا للاستخدام في ضوء تلك الحالة الوبائية الطارئة.
وقال المتحدث باسم أسترازينيكا في إندونيسيا: "في جميع مراحل عملية الإنتاج، لا يستخدم هذا اللقاح ولا يتلامس مع المنتجات المشتقة من لحم الخنزير أو غيرها من المنتجات الحيوانية".
كما وافقت السلطات الإندونيسية، يوم الجمعة، على استخدام لقاح أسترازينيكا بعد مراجعة تقارير قالت إنه تسبب في حدوث جلطات دموية بين بعض من تم تطعيمهم به في أوروبا.
وتواجه إندونيسيا واحدة من أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في آسيا مع تسجيل مليون و455788 إصابة و39447 حالة وفاة حتى يوم السبت.
وكانت الدنمارك قد أعلنت أمس السبت، أن شخصًا توفي بينما يرقد آخر في حالة خطرة لإصابتهما بجلطات في الدم ونزيف في المخ بعد تلقيهما لقاح أسترازينيكا للوقاية من كوفيد-19.
وقالت الهيئة التي تدير المستشفيات العامة في كوبنهاغن: إن الاثنين، وهما من العاملين بالمستشفيات، تلقيا لقاح أسترازينيكا قبل أقل من 14 يومًا من مرضهما. وأكدت وكالة الأدوية الدنماركية تلقيها "تقريرين خطيرين" من دون الدخول في تفاصيل أخرى.
وكانت الوكالة الأوروبية للأدوية، قد أعلنت قبل أيام، أن اللقاح الذي طوّرته مختبرات أسترازينيكا السويدية البريطانية بالتعاون مع جامعة أكسفورد "آمن وفعال".
ويمرّ لقاح أسترازينيكا بمرحلة صعبة؛ إذ يبقى استخدامه معلّقًا في عدد من الدول على خلفية مخاوف حول السلامة، فيما تواجه المختبرات حملة سياسية في الاتحاد الأوروبي، حيث تسجل تأخيرًا كبيرًا في تسليم الدفعات المطلوبة.
