تعد إسرائيل طائراتها المسيّرة، قوتها الضاربة التي تقتل بها من تشاء من الجو، دون أن تحتاج إلى مواجهة مباشرة قد تكلفها غاليًا، كما يحصل في اجتياحها البري حاليًا لقطاع غزة.
كما تعد هذه المسيّرات عين إسرائيل التي لا تنام، وتوفر لها المعلومات الاستخباراتية التي تحتاجها لتنفيذ عملياتها العسكرية.
وسكاي لارك واحدة من هذه الطائرات التي يستخدمها الاحتلال في عدوانه على غزة، فهي حادة الرؤية وقادرة على نقل صور عالية الجودة، ولا يسمع لها صوت عند التحليق.
واستطاعت إسرائيل طويلًا الترويج لسكاي لارك بأنها طائرة لا تهزم، ولا شيء يمنعها من التجسس على من تريد، وباعتها لعشرات الدول.
لكن سكاي لارك لا تعيش أفضل أيامها في غزة هذه الأيام، بعد تمكن المقاومة الفلسطينية من اصطيادها أكثر من مرة، آخرها كان يوم أمس مع إعلان سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- تمكنها من إسقاط المسيرة الإسرائيلية في سماء المنطقة الوسطى وإخراجها من الخدمة.
ولم تسقط المسيّرة يوم أمس للمرة الأولى، فقد سبق أن فعلتها المقاومة الفلسطينية منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
ميزات عالية لطائرة سكاي لارك
وتصف الشركة المصنعة لهذه الطائرة بأنها قادرة على التحليق والإقلاع والهبوط عموديًا، كما أنها توفر قدرات تحليلية وتساعد في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
وتتميز الطائرة بخفة الوزن، إذ لا يتجاوز وزنها 7 كيلوغرامات، وطولها متر ونصف، ويمكن إطلاقها باليد والكتف، ولا تحتاج سوى إلى جنديين لتشغيلها ومتابعتها، ويمكنها التقاط صور عالية الدقة سواء في النهار أو الليل، ويبلغ مداها حتى 40 كيلومترًا من العمل المتواصل.
وتبلغ قيمة المسيّرة الواحدة 50 ألف دولار، واستطاعت إسرائيل تسويقها في 30 دولة تتقدمها فرنسا وهولندا والسويد، كما سبق أن استخدمت في حربي العراق وأفغانستان.
"سلمت سواعدكم"
أما مواقع التواصل فقد امتلأت بصور المسيرة الإسرائيلية التي أسقطت في غزة على يد سرايا القدس.
وكتب محمد قائلًا: "أبطال سرايا القدس ينزلون الطائرة الصهيونية بدون طيار سليمة دون أي ضرر، وهذا سيمكنهم من صنع طائرات مماثلة أو تفخيخها وتفجيرها فوق رؤوس الجنود الصهاينة أو في أي هدف حساس".
بدوره كتب صالح أبو عزة: "في غضون 72 ساعة، تمكنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من إسقاط 3 طائرات مسيرة إسرائيلية في أجواء القطاع. واحدة في شمال غزة، وواحدة في المحافظة الوسطى، وواحدة في خانيونس. طوبى لكم يا رجال الله".
أما بدر بن عادل، فقال: "لو كان لدى المقاومة صواريخ ضد الطائرات لتغير وجه المعركة منذ وقت مبكر، إذ يستبيح سلاح الجو الصهيوني سماء غزة بأحدث الطائرات والمسيرات. سلمت سواعدكم، أبهجونا بالمزيد. اللهم فانتصر لهم".
