لا تزال النيران تلتهم أكبر مستودع للدواء في جنوب وادي غزة. وقد ذُهل فريق منظمة الصحة العالمية الذي زار مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس لتقييم الأضرار أمام هول الكارثة وحجم الدمار.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "نقف أمام مستودع مجمع ناصر الطبي، وكان هذا المستودع يزوّد كثير من المستشفيات بالإمدادات الطبية والأدوية الأساسية جنوب وادي غزة".
ويوصف مجمع ناصر الطبي بأنه العمود الفقري للخدمات الصحية في جنوب قطاع غزة.
وفي الصور المنقولة تظهر مشاهد من عالم أفلام الرعب. أما في مشاهد أُخرى لا تنقلها الكاميرات فتظهر الفوضى ورائحة المرض والموت وهي كفيلة بأن ترسم ولو قليلًا من فظائع شهدها كثيرون قبل أن يرحلوا.
وهناك تبدو دمائهم تفرقت على الجدران وعلى الأرض حيث امتزجت مع الأدوية والمحاليل الطبيبة. ولن نسمع منهم، هناك في باحات المستشفى وساحاته حيث دفنت أجسادهم في قبورهم على عجل حين كانت قذائف الاحتلال تخترق الجدران.
دمار شامل وواسع
ولا بد أن مرضى ومصابين انتزعوا التوصيلات الطبيبة وإبر الأمصال الوريدية من أجسادهم في محاولة للهروب، سقطوا من أسرّتهم ووقع أخرون في ردهات المستشفى وقفز بعضهم فوق الأشلاء في حين استسلم الرُضع وأولئك الذين استفحل المرض بأجسادهم لرصاص جنود الاحتلال.
ويضيف بيبركورن: "كان هذا ثاني أهم مستشفى إحالة طبية يتسع لـ350 سريرًا لعلاج أمراض عدة وكان يعمل على نحو جيد نسبيًا، إذ كان يعالج أكثر من 700 مريض وبعد الغارة الأخيرة في فبراير أصبح معطلًا".
هذا وقد لحق بأجهزة المجمع دمارًا كبيرًا ولا يمكن تعويضها ليس لأنها باهظة الثمن فحسب ولكن بسبب الحصار المفروض بفعل العدوان.
ويوضح حيدر القدرة، وهو مدير مستشفى الأمل أن دمارًا شاملًا في المكان وفي الدور الثالث تقريبًا قد خرج عن الخدمة في حين يحتاج الثاني لترميمات كبيرة وهناك تدمير واسع للأجهزة.
من جهته، يشير مسؤول الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية أثناسيوس غارغافانيس أنهم أسسوا في نوفمبر 2019 بالتعاون مع شركائهم مركز إعادة بناء الأطراف، "وبفضل خدماته نجا أكثر من 400 مريض من البتر، الآن هذا المكان صار خرابًا لا يُذكّر إلا بالموت".