مع اصطفاف مئات المرضى والمصابين وشحّ الإمكانات الطبية في مستشفيات غزة، يتأخر تقديم الرعاية الطبية اللازمة لإنقاذهم، ما يسفر في كثير من الأحيان عن عمليات بتر أعضاء.
وبتر الأطراف هو إجراء جراحي يُلجأ إليه غالبًا كحلّ أخير لإنقاذ الحياة، لكن في قطاع غزة الوضع مختلف تمامًا.
ففي كل لحظة، تترك الحرب الإسرائيلية بصمتها القاسية على جسد رهف سعد ذات الأعوام الـ4، ونفسيتها التي أضحت أكثر انطوائية منذ أن بُترت ساقاها في إحدى الغارات الإسرائيلية.
يُجبر أطفال غزة كما الكبار على فقدان أحد أطرافهم أو كليهما في قصف إسرائيلي مفاجئ، أو خلال جراحات مؤلمة تجري بلا تخدير، ما يجعل كل لحظة جحيمًا لا يحتمل.
أطفال غزة يواجهون آلامًا مضاعفة
هؤلاء يتحملون آلامًا مضاعفة بفقدان أجزاء من أجسادهم، أو أحد ذويهم ليجدوا أنفسهم يُواجهون مصيرًا مجهولًا وفي صراع يومي من أجل البقاء.
وأكدت "الأونروا" أنّ الحرب الدائرة رحاها في القطاع منذ 11 شهرًا، تؤدي إلى فقدان 10 أطفال لساق أو ساقين يوميًا.
من جانبه، أكد الدفاع المدني في قطاع غزة أنّه في كل عملية استهداف تنتشل الطواقم عددًا من الأطفال، بينهم أطفال مبتورو الأرجل أو الأيدي.
وأشارت تقديرات "اليونيسف" إلى أنّ ألف طفل في غزة أصبحوا مبتوري الأطراف منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مضيفة أنّ الحرب سجّلت أكبر مجموعة من الأطفال المبتوري الأطراف في التاريخ.
بدورها، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأنّ مبتوري الأطراف في غزة معرّضون لخطر المضاعفات المميتة بسبب الافتقار إلى العلاج والمستلزمات الطبية المناسبة، في ظل نقص في المعدات التي تفتقر إليها غالبية المستشفيات، فضلًا عن تواصل إغلاق الحدود أمام الحصول على فرصة رحلة علاج تُساعدهم على مواجهة التحديات الجسدية والنفسية.