Skip to main content

أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.. "وضع كارثي" في مستشفيات غزة

الثلاثاء 10 أكتوبر 2023
ثمانية مستشفيات لا تجد قدرة على التعامل مع كل الحالات في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون- رويترز

يبدو القطاع الصحي في غزة متأثرًا بشكل كبير نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر لليوم الرابع. ويكتظ مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة بالجرحى وبعضهم أفراد عائلات بكاملها يصلون تباعًا.

هذا في حين يشكو الأطباء والممرضون من نقص القدرات الطبية، بينما تحذّر وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من "وضع كارثي".

ظرف استثنائي

يقف أكرم الحداد (25 عامًا) وقد غطّى الحزن وجهه إلى جانب سرير يرقد عليه ابن شقيقته الرضيع عبد الرحمن الدوس البالغ عامًا ونصف العام، ويروي أنه أصيب في غارة جوية استشهد فيها 17 شخصًا من بينهم ابن شقيقته الثاني البالغ أربعة أعوام ونصف.

ونجا الرضيع مع والديه المصابين أيضًا في الغارة نفسها التي دمّرت منزل العائلة المكوّن في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، إلا أنه يحتاج لإجراء عملية جراحية طارئه، بحسب طبيبه.

ويوضح الطبيب المشرف على حالته والذي قدّم نفسه باسم عبدالله: "إنه بحاجة لعملية جراحية عاجلة لإصابته في الرأس، لكن يتوجب عليه الانتظار إلى حين توافر غرفة عمليات. نعمل في ظرف استثنائي... ونحتاج إلى ضمان الحصول على الكهرباء والمعدات اللازمة قبل إجراء أي عمليات جراحية".

ويضيف: "لدينا لائحة بأسماء عدد كبير من الجرحى ينتظرون دورهم، بعضهم يفقد حياته بسبب قلة الإمكانات".

دمار وسط الحصار

ويفيد طبيب الطوارئ بمستشفى الشفاء محمد غنيم لوكالة "فرانس برس"، "تعاملنا مع عدد كبير من الإصابات، معظمهم نساء وأطفال، يصلون في وقت واحد".

ويتابع: "نقص الإمكانات يؤدي إلى ارتفاع نسبة الضحايا والشهداء. للأسف الشديد كمية المستلزمات الطبية التي نحتاجها غير متوافرة بالكمية الكافية وغير متوافرة بمخازن وزارة الصحة... نواجه أزمة كهرباء ومياه ونقص الأكسجين".

ويستمر وصول الجرحى من دون توقف. ودفعة واحدة، يتم إدخال ثلاث نساء وطفلين ورجل مسن وشابين إلى قسم الطوارئ، ويهرع طبيب وممرضتان إلى فحص الطفلين أولًا.

على أحد الأسرّة، ترقد أم راما الحساسنة وإلى جانبها أطفالها الأربعة (تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وستة أعوام)، وقد أصيبوا كلهم في القصف الإسرائيلي الذي لم يتوقف منذ السبت، ردًا على هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل.

وأصيب منزل عائلة الحساسنة في غارة جوية استهدفت، كما تقول أم راما، منزلًا مجاورًا لمنزلهم في حي الشيخ رضوان في شمال القطاع. وتقول بحسرة: "قصفوا المنزل، أُصبت وأصيب الأولاد، ونقلونا إلى هنا... ننتظر العلاج"، مضيفة أن منزلهم أصيب بأضرار جسيمة.

وحذّرت وزارة الصحة في غزة من أن نقص المستلزمات الطبية والأدوية سيؤدي إلى وضع "كارثي"، لا سيما بعد أن شددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة.

نقص كبير في المستلزمات الطبية

وقالت الوزارة إن ثمانية مستشفيات "لا تكفي" للتعامل مع كل الحالات في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون، رغم إعلانها حالة الطوارئ واستدعائها كل الطواقم الطبية للعمل.

وتشير إلى أن القصف الإسرائيلي أدى إلى توقف الخدمات الطبية في مستشفى بيت حانون في شمال قطاع غزة، إضافة إلى تضرّر قسم حضانة الخدج بمستشفى الشفاء في قصف جوي في محيط المستشفى.

ويقول رئيس مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف: "نعاني نقصًا بالأدوية والمستلزمات وأجهزة التصوير الطبقي والأشعة في ظل العدد الكبير للجرحى".

ويضيف معروف الذي يرأس اللجنة الحكومية للطوارئ: "يتعمّد الاحتلال أن يخلق حالة إنسانية مزرية بالتضييق أو العدوان"، مشيرًا إلى أن إسرائيل أبلغت "محطة الطاقة بشكل واضح أنه في حال تم تزويد المحطة بالوقود عبر الجانب المصري، فسيتم قصف المحطة بشكل مباشر".

وأعلن وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن تل أبيب أوقفت "نقل 54 ألف متر مكعب من المياه و2700 ميغاواط من الكهرباء إلى غزة كانت تزودها بها يوميًا".

وفي أروقة المستشفى الواقع في حي الرمال في غرب المدينة وفي حديقته، بعض العائلات لم يعد لها مكان تعود إليه بعد علاج أفراد منها، وقد افترشت الأرض في المكان. ينام البعض على حصائر أو فرش، بينما يمسك أطفال من دون أحذية بأمهاتهم لدى سماع صوت قصف. ويمكن من بعيد رؤية نيران مشتعلة في بعض المباني المدمرة.

ويتحدث أبو عاشور سكيك (39 عامًا) بصوت مخنوق، قائلًا: "دُمّر منزلي كليًا. لا أعرف لماذا؟"، مضيفًا "كل البيوت هنا دمرت.. ودمروا كل مقار الوزارات في الرمال".

ويتابع: "كانت ليلة سوداء بالنسبة لي ولزوجتي وأطفالي. قضينا ليلتنا في مستشفى الشفاء، لا مكان نذهب إليه، صرنا لاجئين".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة