للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، اقتحم متظاهرون مناصرون للتيار الصدري السبت مبنى مجلس النواب العراقي في المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد التي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، حسبما أفاد "مراسل العربي".
وأعلن المتظاهرون أنهم دخلوا في اعتصام مفتوح داخل البرلمان، وفق ما أفاد مكتب زعيم التيار مقتدى الصدر في بغداد.
ويتظاهر السبت الآلاف من مناصري التيار الصدري في وسط بغداد تنديدًا بتسمية الإطار التنسيقي لشخصية يعتبرونها مقربة من نوري المالكي، خصم الصدر السياسي، لرئاسة الوزراء.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة العراقية، السبت، إصابة 60 متظاهرًا بالمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد.
وقالت الوزارة في بيان، إن المؤسسات الصحية في العاصمة استقبلت 60 مصابًا، معلنة حالة الاستنفار لمعالجة المصابين.
وجرح المتظاهرون جراء الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الأمنية في محاولة ردعهم عن دخول المنطقة الخضراء أو إثر سقوطهم عن الحواجز الإسمنتية بعد رش القوات الأمنية المياه عليهم، كما أفاد مصدر أمني.
كما أصيب ستة من عناصر الأمن بجروح أيضًا بعدما قام المتظاهرون برشقهم بالحجارة، حسب وكالة فرانس برس.
لحظة اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء#العراق pic.twitter.com/eNRerFth4u
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 30, 2022
تسلق الحواجز
وفي وقت سابق اليوم السبت، تجمع المحتجون على جسر واحد على الأقل يؤدي إلى المنطقة الخضراء، وجرى تحصينه بحواجز إسمنتية، ثم قاموا بتسلق الحواجز الإسمنتية التي تمنع عبور جسر الجمهورية وقاموا بإسقاط بعضها.
وتجمّع عدد آخر من المتظاهرين عند شارع الزيتون الرئيس المؤدي أيضًا إلى المنطقة الخضراء، وحاولوا الدخول إليها من هناك، فيما أطلقت عليهم قوات الأمن المياه والغاز المسيل للدموع، بحسب المصدر الأمني.
ورفع غالبية المتظاهرين السبت الأعلام العراقية فيما حمل آخرون صورًا لمقتدى الصدر، مرددين شعارات مؤيدةً له، وتجمعوا على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، جرى تحصينه بحواجز إسمنتية.
وجدد المتظاهرون كذلك رفضهم لاسم محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، والذي رشّحه لهذا المنصب خصوم الصدر السياسيون في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلًا أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران.
الصدر يحمل الكتل السياسية أي اعتداء على المتظاهرين
بدوره، أكد وزير زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، صالح محمد العراقي، اليوم السبت، أن الكتل السياسية تتحمل أي اعتداء على المتظاهرين السلميين.
وقال وزير الصدر في تغريدة على تويتر: "نحمل الكتل السياسية أي اعتداء على المتظاهرين السلميين، فالقوات الأمنية مع الإصلاح والإصلاح معها".
وتابع: "سرقتم أموال العراق فكفاكم تعدي على الدماء الطاهرة".
إجراءات أمنية
وإثر تسارع الأحداث، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان إلى "القوات الأمنية إلى حماية المتظاهرين، والمتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم"، معتبرًا أن "استمرار التصعيد السياسي يزيد من التوتر في الشارع وبما لا يخدم المصالح العامة".
وترقّبًا لتظاهرات السبت، شددت السلطات الإجراءات الأمنية، ورفعت حواجز إسمنتية على الطرقات المؤدية إلى المنطقة الخضراء.
والأربعاء، اقتحم الآلاف من مناصري التيار الصدري مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء، منددين بترشيح الوزير والمحافظ السابق البالغ من العمر 52 عامًا محمد شياع السوداني، المنبثق من الطبقة السياسية التقليدية، لرئاسة الوزراء.
وليل الجمعة، قام مؤيدون للصدر بمهاجمة مكاتب محلية في بغداد تابعة لحزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي، ومكاتب لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، المنضوي في الإطار التنسيقي.
ولم يتمكّن العراق من الخروج من الأزمة السياسية بعد مرور 9 أشهر على الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حيث لم تفضِ المحاولات والمفاوضات للتوافق وتسمية رئيس للوزراء بين الأطراف المهيمنة على المشهد السياسي في البلاد منذ عام 2003، إلى نتيجة.
ودائمًا ما يذكّر الصدر، اللاعب الأساسي في المشهد السياسي العراقي، خصومه بأنه لا يزال يحظى بقاعدة شعبية واسعة، ومؤثرًا في سياسة البلاد رغم أن تياره لم يعد ممثلًا في البرلمان.
فقد استقال نواب التيار الصدري الـ73 في يونيو/ حزيران الماضي من البرلمان، بعدما كانوا يشغلون ككتلة، أكبر عدد من المقاعد فيه.