Skip to main content

أفغانستان.. طالبان توقف الموظفين الحكوميين غير الملتحين عن العمل

الإثنين 28 مارس 2022

قامت وزارة الآداب العامة التابعة لإدارة طالبان، اليوم الإثنين، بدوريات في مداخل جميع المكاتب الحكومية للتأكد من إطلاق الموظفين لحاهم والتزامهم بالزي الرسمي.

وقالت ثلاثة مصادر لـ"رويترز": إن ممثلين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمروا جميع الموظفين الحكوميين بعدم حلق لحاهم وارتداء لباس محلي مكون من قميص طويل وفضفاض وسروال وعمامة.

وأضافت المصادر أنه تم إبلاغ الموظفين بأنهم من الآن فصاعدًا لن يتمكنوا من دخول المكاتب وسيتم فصلهم من وظائفهم في نهاية الأمر إذا لم يلتزموا بالزي الرسمي.

ويأتي هذا القرار استمرارًا لقرارات سابقة متشددة ومنها قرار إقفال مدارس الفتيات، وهو القرار الذي لقي انتقادات دولية واسعة. 

منع سفر النساء بمفردهن

وكانت الحركة، في وقت سابق قد أمرت شركات الطيران في أفغانستان بمنع صعود نساء على متن الطائرات في حال لم يكنّ برفقة رجل من عائلتهن، في تدبير جديد يقيّد حريات الأفغانيات التي بدأت تواجه سلسلة قيود منذ عودة الحركة إلى الحكم.

ومنذ استحواذها على السلطة في 15 أغسطس/ آب الماضي، قوضت طالبان تدريجيًا الحريات التي اكتسبتها النساء خلال 20 عامًا، رغم الوعود بأنها ستكون أكثر مرونةً مما كانت خلال فترة حكمها السابق (1996-2001)، عندما كانت النساء محرومات من كافة حقوقهن تقريبًا.

واستبعدت الحركة الأفغانيات من العديد من الوظائف العامة وفرضت قيودًا على لباسهن. كما اعتقلت ناشطات، بعضهن لأسابيع عدة، تظاهرنَ من أجل حقوق النساء.

وقال مسؤولان في شركتي "أريانا أفغان إيرلاينز" و"كام إير" مساء الأحد لـ"فرانس برس" إنهما تلقيا أمرًا من جانب طالبان يمنع إصدار تذاكر سفر للنساء الأفغانيات في حال لم يكنّ برفقة رجل من عائلتهن أثناء الرحلة.

"لا سفر بدون قريب ذكر"

وتؤكد رسالة بعثها مسؤول كبير في شركة "أريانا أفغان إيرلاينز" للموظفين هذه التدابير الجديدة التي ستُطبّق على كافة الرحلات.

وجاء في الرسالة أنه "لن يُسمح لأي امرأة بالسفر على متن رحلات داخلية أو دولية بدون قريب ذكر". وأكد وكيلا سفر تواصلت معهما فرانس برس أيضًا أنهما توقفا عن إصدار تذاكر سفر للنساء اللواتي يعتزمن السفر بمفردهن.

وقالت إحدى الراكبات إن بعض النساء "اللواتي كنّ سيسافرن بدون قريب ذكر لم يُسمح لهن بالصعود على متن رحلة كام إير المتوجهة من كابُل إلى إسلام أباد الجمعة".

ويُفترض أن هذا التدبير الجديد لا يعني النساء الأجنبيات، رغم أن وسائل إعلام محلية أفادت عن حالة أفغانية تحمل الجنسية الأميركية مُنعت من السفر الأسبوع الماضي.

ومنعت الحركة النساء الأفغانيات، أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي من السفر لأبعد من 72 كلم في البلاد في حال لم يكنّ برفقة قريب ذكر من العائلة. وأعلنت جمعيات الدفاع عن حقوق النساء في أفغانستان الأحد، نيتها تنظيم تظاهرات إذا لم تُعد طالبان فتح المدارس هذا الأسبوع.

"ثقافة أمل لا ثقافة خوف"

وكتبت الموفدة الأميركية الخاصة إلى أفغانستان رينا أميري في تغريدة أن قمع النساء والفتيات الأفغانيات ليس "بديلًا عن الحوكمة". وقالت متوجّهة إلى قادة طالبان: "اخلقوا ثقافة أمل بدل ثقافة الخوف".

وأعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي حلت مكان وزارة شؤون النساء التابعة للحكومة السابقة، الأحد تدبيرًا جديدًا يقضي بالفصل بين النساء والرجال في الحدائق العامة في كابول.

وأوضحت أنه بإمكان النساء الذهاب إلى الحدائق أيام الأحد والإثنين والثلاثاء، على أن يذهب الرجال في الأيام الأخرى. 

وأكد المسؤول في الوزارة محمد يحيى عارف أنه "ليس أمرًا من الإمارة الإسلامية ولكنه أمر من الله ألا يلتقي رجال ونساء غرباء في المكان نفسه". 

"قيود مخيفة"

ووصفت المديرة المساعدة في منظمة هيومن رايتس ووتش لشؤون حقوق النساء هيذر بار، هذه القيود بأنها "مخيفة".

وقالت لفرانس برس: "كل يوم نشهد تضييقًا للخناق على النساء والفتيات". وأضافت: "لقد تخلّوا، على الأقل حتى الآن، عن كل جهد للتوصل إلى اتفاق مع المجتمع الدولي". ولم تعترف أي دولة بعد بالنظام الجديد في أفغانستان.

ويبدو أن طالبان تراقب أيضًا وسائل الإعلام المحلية عن قرب بعدما كانت هذه الأخيرة قد ازدهرت في ظل الأنظمة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة.

وفي إقليم قندهار (جنوب)، دهمت استخبارات طالبان مقرات أربع إذاعات كانت تبث الموسيقى وأوقفت ستة صحافيين.

وأمرت الحركة الأحد القنوات التلفزيونية الأفغانية الشريكة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بوقف بث برامجها باللغات البشتونية والفارسية والأوزبكية.

وأوضح المتحدث باسم طالبان إنعام الله سمنكاني لفرانس برس أنه "نظرًا لأن القنوات التلفزيونية الأجنبية تبثّ من الخارج، فإن الإمارة الإسلامية ليس لديها حق مراقبة محتوياتها، خصوصًا في ما يتعلّق بلباس الصحافيات".

وأضاف أنه "أحيانًا، تبث هذه القنوات محتويات تتعارض مع قيمنا الدينية ومع الثقافة الأفغانية ومصالح الأمن القومي".

وندّدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان في تغريدة بالأمر، معتبرة أنه "تطور جديد يثير الخوف... إجراء قمعي آخر ضد الشعب الأفغاني".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة