بعد أشهر من تأرجح الصفقة أصبح الملياردير الأميركي إيلون ماسك المالك الجديد لشركة منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" يوم الخميس.
وفور تسلمه منصبه، أقال عددًا من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين اتهمهم بتضليله بشأن عدد حسابات البريد العشوائي.
ويقول ماسك إنه يريد "هزيمة" روبوتات البريد العشوائي على تويتر، وإتاحة الخوارزميات التي تحدد كيفية تقديم المحتوى للمستخدمين للجمهور، والحد من الرقابة ومنع تحول المنصة إلى مكان لفرض آراء الكراهية والانقسام.
ولكن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية لم يفصح عن تفاصيل حول كيفية تحقيق طموحاته ومن سيدير الشركة.
وقال إنه لم يشتر تويتر لكسب المزيد من المال وإنما لمحاولة مساعدة البشرية التي يحبها.
إقالة مسؤولين تنفيذيين
وكان ماسك قد كشف أنه يخطط لإلغاء وظائف بالشركة، مثيرًا القلق بين موظفي "تويتر" البالغ عددهم نحو 7500 موظف بشأن مستقبلهم.
وبحسب وكالة رويترز، فقد أفادت مصادر مطلعة أن ماسك أقال الرئيس التنفيذي لـ"تويتر" باراغ أغراوال والمدير المالي نيد سيغال ورئيسة الشؤون القانونية والسياسات فيغايا غادي. ويأتي ذلك بعدما اتهمهم بتضليله وتضليل مستثمري "تويتر" بشأن عدد الحسابات المزيفة على منصة التواصل الاجتماعي.
Entering Twitter HQ – let that sink in! pic.twitter.com/D68z4K2wq7
— Elon Musk (@elonmusk) October 26, 2022
وذكرت المصادر أن أغراوال وسيغال كانا في مقر "تويتر" في سان فرانسيسكو عند إتمام الصفقة وجرى اصطحابهما إلى خارج المقر.
مسار الصفقة
وأُبرمت صفقة الاستحواذ الذي تبلغ قيمتها 44 مليار دولار بعد سلسلة من التحولات والمنعطفات التي أثارت شكوكًا بشأن ما إذا كان ماسك سيتم الصفقة.
بدأ الأمر في الرابع من أبريل/ نيسان الماضي، عندما كشف ماسك عن امتلاكه حصة 9.2% في الشركة، مما جعله أكبر مساهم فيها. ثم وافق على الانضمام إلى مجلس إدارة تويتر، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة وعرض شراء الشركة بدلًا منذ ذلك مقابل 54.20 دولار للسهم.
وفي وقت لاحق من الشهر، توصل الجانبان إلى اتفاق بالسعر الذي اقترحه.
لكن ماسك أعاد التفكير في الأسابيع التالية. وقال إنه يعتقد أن نسبة حسابات البريد العشوائي على المنصة أعلى بكثير من تقدير الشركة المنشور في الملفات التنظيمية والبالغة 5% من المستخدمين النشطين يوميًا الذين يمكنهم مشاهدة الإعلانات. ثم اتهم محاموه "تويتر" بعدم الإذعان لطلبات منه للحصول على معلومات حول الأمر.
وتطور الخلاف، حيث أبلغ ماسك تويتر في 8 يوليو/ تموز بأنه أنهى الصفقة. وبعد أربعة أيام، رفعت الشركة دعوى قضائية ضده في ولاية ديلاوير، حيث تأسست، لإجباره على إتمام الصفقة.
وفي ذلك الوقت، كانت أسهم شركات وسائل التواصل الاجتماعي وسوق الأسهم عمومًا قد تراجعت بسبب مخاوف من أن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة لمحاربة التضخم، سيدفع الاقتصاد الأميركي إلى الركود.
واتهمت تويتر ماسك بأنه نادم على الصفقة ويريد الخروج منها لأنه يعتقد أنه اتفق على دفع مبلغ أكبر من اللازم.
وفي 4 أكتوبر/ تشرين الأول، وقبل موعد بدء المحاكمة، عرض ماسك إتمام الصفقة كما وعد. وحددت له قاضية في ديلاوير موعدًا نهائيًا لإتمام الصفقة وتجنب المحاكمة هو 28 أكتوبر/ تشرين الأول.
ماسك يطمئن المعلنين
ويوم الأربعاء، غيّر ماسك وصفه في ملفه الشخصي على المنصة إلى "تشيف تويت" أو رئيس تويتر. ودخل مقر "تويتر" بابتسامة كبيرة وحاول تهدئة مخاوف الموظفين من حدوث تسريحات كبيرة، وأكد للمعلنين أن انتقاداته السابقة لقواعد تعديل المحتوى لن تضر بجاذبية المنصة.
وقال في رسالة مفتوحة للمعلنين يوم الخميس: "من الواضح أن تويتر لا يمكن أن يصبح مكانًا مجانيًا للجميع، حيث يمكن قول أي شيء دون عواقب!"
وأشار إلى أنه يرى في تويتر أساسًا لإنشاء تطبيق يقدم شتى أنواع الخدمات بدءًا من تحويل الأموال إلى التسوق وخدمات طلب سيارات نقل الركاب.
وأنهت أسهم تويتر التداول يوم الخميس في نيويورك مرتفعة 0.3% عند 53.86 دولارًا. وسيتم شطب السهم من بورصة نيويورك اليوم الجمعة.
