لليوم الثاني بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في غزة، استمر العدوان الإسرائيلي على القطاع حيث شهد غارات وقصفًا عنيفًا على مناطق متفرقة.
وطالت الغارات "مدينة حمد السكنية" في مدينة خانيونس، وسط قطاع غزة. وأفاد مراسل "العربي" بتنفيذ إسرائيل عشرات الغارات الإسرائيلية على شمال وشرق مدينة خانيونس بأحزمة نارية.
ودمّرت الطائرات الإسرائيلية مسجد عبد الله عزام غربي خانيونس، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
واستهدف القصف منازل في منطقة عاسقول التي تتبع حي الزيتون من القطاع إضافة إلى مربعات سكنية في الفلوجة في شمال القطاع، حيث تم تدمير منازل عديدة فيها مع سقوط شهداء وجرحى.
مجزرة جديدة في جباليا
كما ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم جباليا وسط القطاع، حيث استشهد وأصيب العشرات بعدما استهدف قصف صاروخي إسرائيلي مبنى وهدمه على رؤوس ساكنيه.
وأفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة بأنه تم انتشال وإنقاذ أكثر من 300 مواطن فلسطيني، بينهم شهداء وجرحى، جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت، تدمير 80% من آليات ومعدات الإنقاذ جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب. وأشار إلى تسجيل "أكثر من 7500 مفقود منذ بدء العدوان على غزة".
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد أكثر من 200 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب 600 آخرون منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة صباح أمس الجمعة ما رفع إجمالي عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر إلى 15 ألفًا و207.
رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
في المقابل، أعلنت كتائب القسام قصف تل أبيب برشقة صاروخية ردًا على المجازر في حق المدنيين واستهدفت تحشدات للاحتلال شرق مستوطنة ماغين. ودوت صفارات الإنذار عدة مرات في عدد من المستوطنات الإسرائيلية بمنطقة "غلاف غزة" ولاسيما في نير عوز وعين هشلوشا وكيسوفيم وعين هبسور وماغين، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
واستهدفت دبابة بعبوة "شواظ" ما أدى إلى تدميرها بالكامل ودبابة أخرى بقذيفة الياسين 105".
كما استهدفت الكتائب قوة إسرائيلية متمركزة داخل مبنى بمنطقة التوام، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
وقالت: "استهدفنا غرفة قيادة واستطلاع للعدو داخل مبنى شرق بيت حانون بـ 4 قذائف مضادة للأفراد".
من جهتها، أعلنت "سرايا القدس"، السبت، تدمير وإعطاب دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية خلال المعارك شمالي قطاع غزة.
وقالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان عبر تلغرام: "تمكن مجاهدونا منذ صباح اليوم من تدمير دبابة صهيونية بعبوة ثاقب، واستهداف آليتين بقذائف التاندوم بحي الشيخ رضوان (شمال مدينة غزة)".
وأضافت في بيان آخر: "استهدفنا بقذائف "التاندوم" 3 آليات عسكرية صهيونية وجرافة من نوع (D9) في بيت حانون ومنطقة التوام شمال غرب غزة".
مقتل قائد في جيش الاحتلال
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن "مقتل قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة برتبة عقيد خلال هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول وسحب جثته إلى غزة".
وقال الجيش في بيان نشره على منصة "إكس" إن "العقيد أساف حمامي (41 عامًا) قائد اللواء الجنوبي بقرقة غزة، من كريات أونو (وسط) قتل في 7 أكتوبر، وتم الاحتفاظ بجثته في قطاع غزة".
وبإعلان مقتل العقيد "حمامي"، ترتفع الحصيلة المعلنة لقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على غزة إلى 396 قتيلًا، وفق معطيات الجيش.
تعثّر مفاوضات تجديد الهدنة
وعلى صعيد آخر، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن مفاوضات تجديد الهدنة وتبادل المحتجزين بلغت طريقًا مسدودًا.
فقد ادعى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أن "حركة حماس نقضت اتفاق تبادل الأسرى"، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال "عاد للقتال بكل قوته".
من جهته، كشف نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" صالح العاروري، أن ما تبقى من الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة في قطاع غزة هم "جنود، وجنود سابقون"، ولا توجد أي مفاوضات بشأنهم حتى انتهاء الحرب بشكل كامل على قطاع غزة.
وأضاف: "أعلنت حركة حماس منذ البداية أنها مستعدة لإطلاق سراح الأسرى الأجانب بدون مقابل، وأن الأسرى الأطفال والنساء لن يكونوا هدفًا، وسيتم الإفراج عنهم".
تحذيرات من تهجير الفلسطينيين
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، بتسريع التحقيقات وملاحقة "مجرمي الحرب الإسرائيليين"، فيما حذر مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، من أن "الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية".
وذكر بيان للبيت الأبيض أن نائبة الرئيس الأميركي،كاملا هاريس، قالت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت إن الولايات المتحدة لن تسمح "تحت أي ظرف" بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية المحتلة.
من جهته، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل من أن هدفها المعلن بـ"القضاء الكامل" على حركة حماس قد يجرّ حربًا تمتد "عشر سنوات"، داعيًا إلى "مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار" في غزة.
وبالتوازي مع تجدد العدوان على غزة بعيد هدنة استمرت سبعة أيام، تشهد جبهة جنوب لبنان تصعيدًا، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف عدد من البلدات الحدودية جنوب لبنان، قابلها استهداف حزب الله لمواقع إسرائيلية عدة، معلنًا وقوع إصابات مؤكدة.