يسير أولاف شولتس، وهو وزير المالية الألماني، في طريق معبد أمامه نحو خلافة المستشارة أنغيلا ميركل في المنصب، وذلك بعدما أعلنت اليوم الأربعاء، ثلاثة أحزاب أنها جاهزة لإعلان اتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية لتتولى حكم أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المنتمي إلى يسار الوسط وهو الحزب الذي ينتمي إليه شولتس، إن من المقرر عقد مؤتمر صحافي بهذا الشأن في الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت جرينتش)، وذلك بعد جولة أخيرة من المحادثات مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
وترأست ميركل ما قد يكون اجتماعها الأخير لمجلس الوزراء وودعت زملاءها ورفاقها بعد أن قدم لها شولتس شجرة لتزرعها في حديقتها هديةَ وداع وفقًا لأحد الحضور في الاجتماع.
وتعد ميركل أطول زعماء الاتحاد الأوروبي بقاء في المنصب.
وبموجب الاتفاق ستكون الحكومة الجديدة، أول حكومة ائتلافية من ثلاثة أحزاب تتولى السلطة في ألمانيا منذ خمسينيات القرن الماضي، وتنهي سيطرة المحافظين بزعامة ميركل بعد 16 عامًا في الحكم.
وبذلك يكون هذا الائتلاف، بداية عهد جديد في علاقات ألمانيا بأوروبا والعالم.
تعهدات ائتلاف "إشارة المرور"
وتعهد التحالف الثلاثي، المعروف بائتلاف "إشارة المرور" نسبة للون المميز لكل حزب من الأحزاب الثلاثة المشاركة فيه، بتحديث أكبر اقتصاد في أوروبا من خلال تحديث بنيته التحتية، والإسراع بتنفيذ إجراءات حماية المناخ.
ويواجه الائتلاف الجديد تحديات فورية وسط أسوأ تفش لكوفيد-19 ومعاناة أوروبا من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة المهاجرين على حدود التكتل مع بيلاروسيا، ولا سيما وسط مطالبة الأخيرة لبرلين باستقبال نحو ألفي لاجئ من القابعين على الحدود منذ أشهر قليلة.
وقضت الانتخابات التشريعية في 26 سبتمبر/ أيلول الماضي، بفوز الحزب الاشتراكي الديموقراطي، وبذلك توصل التحالف إلى اتفاق لتشكيل حكومة في أعقاب مفاوضات أجرتها بنجاح نحو عشرين مجموعة عمل.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخاتمة السريعة إلى طمأنة الدول الأوروبية الأخرى التي تشعر بالقلق بعد الانتخابات التشريعية لرؤية ألمانيا من دون زعيم حقيقي.
وسيحدد اتفاق التحالف الذي جاء ثمرة تسوية، جميع الإصلاحات الاقتصادية والبيئية والمجتمعية التي ستنفذها الحكومة المقبلة والتي سيتم الإعلان عن تشكيلتها قريبًا.
ومن المقرر أن يكلف بالحقائب السيادية في حكومة أولاف شولتس المقبلة، كل من رئيس الحزب الديموقراطي الحر كريستيان ليندر لتسلم وزارة المال الإستراتيجية، واحتمال إسناد وزارة الخارجية إلى الزعيمة المشتركة لحزب الخضر أنالينا بربوك، لتكون اول امرأة تتبوأ هذا المنصب، ووزارة المناخ الهامة إلى روبرت هابيك، أحد قادة حزب الخضر.