اعتبر المرشح الاشتراكي- الديمقراطي، أولاف شولتس، الذي حقق حزبه تقدمًا طفيفًا في الانتخابات التشريعية في ألمانيا اليوم الإثنين، أن على المحافظين الانضمام إلى صفوف المعارضة بعد حلولهم في المرتبة الثانية.
وأكد شولتس في مقر حزبه أن "الحزب المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي (الفرع البافاري) لم يخسرا أصواتًا فحسب بل تلقيا رسالة من المواطنين مفادها أنه لا ينبغي أن يكونا في الحكومة بل في المعارضة".
وجاءت تصريحات سولتس فيما يشدد المحافظون على حقّهم في تشكيل ائتلاف حكومي أيضًا.
وأضاف شولتس البالغ من العمر 63 عامًا أن "الناخبين أعربوا عن خياراتهم بوضوح وقالوا كلمتهم بشأن من يجب أن يشكل الحكومة المقبلة من خلال تعزيز ثلاثة أحزاب: الاشتراكيون الديمقراطيون والخضر والليبراليون".
وأضاف: "يقوم تفويضنا على القيام بما يريده المواطنون". وأشار إلى أنه بعد 16 عامًا في السلطة، على المحافظين في حزب أنغيلا ميركل الانتقال إلى المعارضة.
The Social Democrats' candidate for chancellor Olaf Scholz said he aims to build a coalition with the Greens and the Free Democrats. He also said Germans had voted to send Angela Merkel's conservatives into opposition after 16 years in power https://t.co/gbfbFQE0a6 pic.twitter.com/3RL9a13RrA
— Reuters (@Reuters) September 27, 2021
والأحد، مني المحافظون بأسوأ هزيمة انتخابية بعد بحصولهم على 24,1% فقط من الأصوات بتراجع تسع نقاط مقارنة بالانتخابات التشريعية عام 2017.
في المقابل، جاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الطليعة بنسبة 25,7% من الأصوات.
وجاء خلف هذين الحزبين حزب الخضر مع 14,8% من الأصوات ثم الليبراليون مع 11,5% من الأصوات.
وبسبب التشرذم الكبير في الأصوات، ستكون هناك حاجة إلى تحالف من ثلاثة أحزاب لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو أمر غير مسبوق منذ الخمسينيات.
ونظريًا وحتى بعدما حلوا في المرتبة الثانية، يحتفظ المحافظون بإمكانية تشكيل تحالف مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
وفي حين تجمع قواسم مشتركة كثيرة حزب الخضر والاشتراكيين الديمقراطيين، أشار الليبراليون بوضوح إلى أنهم يفضلون التحالف مع المحافظين بدلًا من اليسار الوسط.
وقد تستغرق المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة أسابيع عدة، بل أشهر، إذ لم يتم التوصل إلى تحالف حكومي سنة 2017 حتى فبراير/ شباط.
"انتصار إضافي"
في السياق نفسه، استطاع الاشتراكيون الديمقراطيون تحقيق انتصار انتخابي إضافي في برلين، وفقًا لما أظهرته النتائج الأولية الإثنين.
وفازت مرشّحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لرئاسة بلدية برلين، فرانسيسكا غيفاي، بـ21,4% من الأصوات، ملحقة الهزيمة بخصميها من حزب الخضر (18,9%) والاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ (18,1%).
وأظهرت استطلاعات الرأي بأن النتائج كانت متقاربة بين غيفاي ومرشحة الخضر بيتينا جاراش.
وكشفت غيفاي في تصريحات لشبكة "آر بي بي" عن رغبتها في التواصل مع الخضر والاتحاد المسيحي الديمقراطي لمناقشة تشكيل ائتلاف، لافتة إلى أن أولويتها تتمثّل بـ"إدخال برنامج الحزب الاشتراكي الديمقراطي بأكبر قدر ممكن إلى مفاوضات تشكيل الائتلاف".
ويحكم برلين حاليًا ائتلاف يضم الاشتراكيين والديمقراطيين والخضر وحزب "دي لينكه" اليساري المتشدد.
ويتولى الاشتراكيون الديمقراطيون رئاسة بلدية برلين منذ 20 عامًا، فيما قرر رئيس بلديتها المنتهية ولايته مايكل مولر، عدم الترشّح مجددًا هذه المرة.
وكانت غيفاي تشغل منصب وزيرة الأسرة في حكومة المستشارة أنغيلا ميركل الائتلافية، لكنها استقالت في مايو/ أيار إثر اتّهامات بالسرقة الأدبية في مشروعها لنيل شهادة الدكتوراه.