فاقمت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مختلف المناطق في قطاع غزة خلال الساعات الماضية، معاناة مئات آلاف النازحين في الخيام ومراكز الإيواء مع استمرار المنخفض الجوي الذي تتعرض له الأراضي الفلسطينية.
يأتي ذلك، بينما يواجه النازحون نقصًا حادًا في الأغطية والملابس السميكة ووسائل التدفئة، وغيرها من المستلزمات الحياتية الضرورية، وسط العدوان الذي يشنه الاحتلال على القطاع منذ أشهر.
"الخيمة كادت أن تقع علينا"
في رفح، تتضاعف مأساة النازحين وتتفاقم ظروفهم الصعبة بعد هطول الأمطار. وقد نقل مراسل "العربي" أحمد البطة المشهد.
فمن خيمتها الصغيرة، أكدت سيدة فلسطينية نازحة أن الساعات الماضية كانت صعبة للغاية على أسرتها. وقالت: "كادت الخيمة أن تقع علينا، حيث اضطر أطفالي للإمساك بأعمدتها الخشبية كي لا تتداعى".
وروت السيدة الغزاوية كيف تسربت مياه الأمطار إلى داخل الخيمة، فتبلّلت الأغطية التي لا يملكون منها ما يكفي لدرء البرد.
وبموازاة وسائل التدفئة التي يندر توفرها وسط العدوان، يعاني الفلسطينيون في غزة أيضًا شحًا في المواد الغذائية التي يصعب تأمينها.
وقالت النازحة للزميل أحمد البطة بينما كانت تقوم بإعداد الخبز لإطعام أطفالها: "نلجأ إلى المعلبات وليس لدينا غاز للطبخ، ونجبر على إشعال النار داخل الخيمة كي نعد الخبز".
وتابعت: "الأطفال يشتهون كأس حليب ساخن ولا يمكننا غليه، وهو غير موجود أصلًا، وابنتي زوجها شهيد ويعيش أولادها معي الآن".
وأردفت بأن إحدى حفيداتها تعاني من الفطريات التي انتشرت في وجهها، بينما لا تتوافر المواد الطبية والأدوية اللازمة لعلاجها.
وتعد الأجواء الماطرة معضلة أخرى في غزة على وقع العدوان الإسرائيلي المستمر، ما يعقّد واقع النازحين أكثر فأكثر حيث لم يعد يمكن وصف خيامهم بالملجأ بعد أن أغرقتها مياه الأمطار الغزيرة.
وتجرف هذه الأخيرة في طريقها مياه الصرف الصحي، في ظل أوضاع معيشية وصحية متردية ونقص في الغذاء وارتفاع في الأسعار وانتشار للأمراض والأوبئة.