اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن في مستهل جولته الشرق أوسطية اليوم الأربعاء، أنه بزيارته الأولى كرئيس للولايات المتحدة إلى إسرائيل يؤكد "الدعم الذي لا يتزحزح لأمن" الدولة العبرية.
وقال الرئيس الأميركي في كلمة ألقاها في حفل استقباله في مطار بن غوريون: "لست بحاجة لأن تكون يهوديًا، حتى تكون صهيونيًا"، معتبرًا أن زيارته العاشرة لإسرائيل و"كل فرصة للعودة إلى هذا البلد العظيم هي نعمة، لأن الصلة بين الشعب الإسرائيلي والشعب الأميركي قوية وعميقة".
بدء جولة شرق أوسطية
وبدأ الرئيس الأميركي، زيارة رسمية إلى إسرائيل هي الأولى ضمن مهامه كرئيس للولايات المتحدة والعاشرة منذ توليه مهامًا في الإدارات الأميركية السابقة.
وأفاد مراسل "العربي"، أحمد جرادات، من مطار بن غوريون في تل أبيب الذي وصل إليه بايدن عصر اليوم، بأن الرئيس الأميركي سيستهل جولته في إسرائيل والضفة الغربية والسعودية لاحقًا بزيارة معرض عسكري تولي له تل أبيب "أهمية كبرى".
وأشار إلى أنّ بايدن والحكومة الإسرائيلية سيوقعان اتفاقية أمنية "مهمة"، إضافة إلى الاتفاق على الحصول على مساعدة أميركية وأنظمة ليزر لتعزيز نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي.
"تعزيز العلاقات على نحو أكبر"
وفي كلمة له في مستهل زيارته، تعهد الرئيس الأميركي بأن بلاده والدولة العبرية "ستعززان علاقتهما على نحو أكبر" في إشارة إلى شراكة تتعلق "بأنظمة الدفاع الأكثر تطورًا".
وقال بايدن الذي ستشمل جولته السعودية أيضًا: "سنواصل إعطاء دفع لعملية اندماج إسرائيل في المنطقة"، في إشارة إلى خطوات التقارب والتطبيع في العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنّ البلدين سيبحثان إعادة بناء "تحالف عالمي قوي" ضد إيران، مضيفًا: "سنناقش الحاجة إلى إعادة بناء تحالف عالمي قوي يقف في وجه البرنامج النووي الإيراني".
وكان رئيس الوزراء لابيد، الذي تولى مهامه قبل أقل من أسبوعين ويستعد لانتخابات جديدة هذا العام، قال قبل أيام إنّ المحادثات "ستتركز أولًا وقبل كل شيء على إيران".
"لن تحقق الأمن لإسرائيل"
وقبيل وصول بايدن، صرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن زيارة الرئيس الأميركي لن تحقق "الأمن" لإسرائيل.
وقال رئيسي: "إذا كانت زيارات المسؤولين الأميركيين إلى دول المنطقة تهدف إلى تعزيز موقع النظام الصهيوني وتطبيع علاقات هذا النظام مع بعض الدول، فهذه الجهود لن تحقق الأمن للصهاينة بأي طريقة كانت".
ويتوقع أن تتطرق الزيارة إلى نظام دفاعي جديد تعمل إسرائيل على تطويره ويستخدم تقنيات الليزر من أجل مواجهة الطائرات المسيرة. ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون هذا الجهاز أساسيًا في مواجهة ترسانة إيران من تلك الطائرات.
وتؤكد إسرائيل أنها ستبذل كل ما يمكن لكبح طموحات إيران النووية، كما تعارض بشدة العودة إلى اتفاق 2015 الذي ينصّ على تخفيف العقوبات على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي، والذي انسحبت منه واشنطن خلال عهد ترامب، ما دفع طهران الى استئناف أنشطتها بشكل أوسع.
وتعد زيارة الرئيس الأميركي الأولى كرئيس وتستمر حتى السابع عشر من يوليو/ تموز الجاري، حيث هبطت طائرته الرئاسية في مطار بن غوريون. واصطفّ حرس الشرف لعزف النشيدين الأميركي والإسرائيلي وتم رفع الأعلام الإسرائيلية والأميركية في أنحاء المطار. كما حلقت مقاتلات عسكرية استعراضية فوق المطار.
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لابيد ورئيس الوزراء البديل نفتالي بينيت في استقبال الرئيس الأميركي عند هبوطه من الطائرة.
وخرج بايدن من الطائرة، ومن خلفه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان. وامتنع بايدن عن مصافحة المسؤولين الإسرائيليين، كإجراء وقائي لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.
ويعقد بايدن العديد من الاجتماعات ويشارك بعدة فعاليات يومي الأربعاء والخميس.
جيك سوليفان "أخطأ" بشأن القنصلية الأميركية
وعلى صعيد العلاقات مع الجانب الفلسطيني، سيزور بايدن الضفة الغربية المحتلة، وسيلتقي نظيره الفلسطيني محمود عباس لمدة ساعتين يتوقع أن يناقش فيهما ملفات المفاوضات مع إسرائيل وتسهيل الحياة للفلسطينيين وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس.
وأفاد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي بأن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أخطأ اليوم الأربعاء حين قال للصحافيين إن الولايات المتحدة تريد إقامة قنصلية للفلسطينيين بالقدس الشرقية، موضحًا أنه لا تغيير في السياسة الأميركية بشأن القنصلية.
وتريد الولايات المتحدة إعادة فتح قنصليتها للفلسطينيين في القدس، بغرب المدينة وليس في القدس الشرقية، وهي قنصلية أغلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2019.