بعد 10 أيام أليمة ظن خلالها الوالد أنه فقد طفله، والطفل أنه فقد أبويه، عاد مهند أبو ندى ذو الثلاثة أعوام من قطاع غزة إلى حضن والده.
وكان مهند فقد أثره بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مركز إيواء كانت تقيم فيه العائلة، لكن صورة نشرتها عائلة وجدت مهند في منطقة قتال خطرة، واحتضنته كفرد منها أسهمت في عثور والده عليه خلال 24 ساعة فقط من نشرها.
والد مهند الذي عاش كابوسًا لا يوصف حتى وجده، قال إنه كان يخشى أن تنهش طفله الكلاب أو أن يقتل، أما الطفل وبحسب العائلة فكان يكرر جملة واحدة طول فترة الأيام العشرة وهي "أمي طخوها اليهود وأبوي دهسته دبابة".
مهند صدق في الجزئية الأولى، فأمه بالفعل استشهدت على يد قوات الاحتلال، لكنه في الجزئية الثانية أسقط مشهدًا رآه دهست فيه الدبابات رجلًا في منطقة الغزالي على والده فظن أنه هو أيضًا شهيد.
وشهدت قصة مهند تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قالت مجدولين: "الحمد لله الذي رفع هم الطفل ونسأل الله الفرج لكل الأمة".
أما إيناس عامر فقالت: "بارك الله في كل من ساهم في عودة الطفل إلى أهله".
من جهتها، اكتفت صابرين عطا الله بالقول: "هذه هي التغريبة الفلسطينية".
وكان المركز الأورومتوسطي حذر من واقع الأطفال في غزة، حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال نحو 10 آلاف، في حين يعتقد أن المئات ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، ناهيك عن وصول عدد الأطفال الأيتام جراء العدوان الحالي على قطاع غزة إلى 25 ألفًا، بينما يقدر عدد الأطفال مجهولي الهوية بالمئات من دون وجود رقم محدد من جهة رسمية.