اعتبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن بعض الإجراءات التي تلجأ إليها إسرائيل في حربها ضد حركة "حماس"، مثل قطع إمدادات الغذاء والماء عن قطاع غزة، يمكن أن "تؤدي إلى تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال"، وتضعف الدعم الدولي لإسرائيل.
وشددت إسرائيل حصارها المفروض منذ 17 عامًا على غزة، بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، فيما يواصل جيشها عدوانه على القطاع، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 5078 فلسطينيًا بينهم 2055 طفلًا و1119 امرأة، كما وصل عدد الجرحى إلى 15273 مصابًا بجروح مختلفة، بالإضافة إلى قطع المياه والكهرباء، والوقود عن القطاع، ما يهدد المستشفيات المكتظة بالمصابين والمرضى بالتوقف عن العمل.
"نتائج عكسية"
وفي تعليقات نادرة على أزمة سياسية خارجية، قال أوباما، أمس الاثنين، إن أي إستراتيجية عسكرية إسرائيلية تتجاهل الخسائر البشرية للحرب "يمكن أن تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف".
وأضاف: "قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع إمدادات الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين المحاصرين (في غزة) لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة فحسب، وإنما يمكن أن يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال عديدة، ويؤدي إلى تراجع الدعم العالمي لإسرائيل، ومنح الفرصة لأعداء إسرائيل، وتقويض الجهود التي ستبذل على المدى الطويل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
تعاطف مع إسرائيل
واستنكر أوباما عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وأكد مجددًا دعمه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنه حذر في الوقت نفسه من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون في مثل هذه الحروب.
ولم يتضح ما إذا كان أوباما قد نسق هذه التصريحات مسبقًا مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان نائبه لثماني سنوات.
وخلال فترة رئاسته، أيد أوباما في كثير من الأحيان "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، لكنه كان سرعان ما يدعو إسرائيل إلى ضبط النفس بمجرد تزايد الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين جراء الضربات الجوية، حيث بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 خلال تولي أوباما منصب الرئاسة، أكثر من 2000 شهيد فلسطيني.
وخلال فترة توليه الرئاسة في الولايات المتحدة، فشل أوباما باستكمال مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية، وإسرائيل بسبب تعنت تل أبيب بعدم المضي بالاتفاقيات نظرًا للتفاهم بين السلطة وحماس على تشكيل حكومة فلسطينية موحدة، الأمر الذي أثار حفيظة حكومة بنيامين نتنياهو حينها.