الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

سيطلب تمويلًا عاجلًا.. بايدن يدعو الأميركيين للاتحاد خلف تل أبيب وكييف

سيطلب تمويلًا عاجلًا.. بايدن يدعو الأميركيين للاتحاد خلف تل أبيب وكييف

شارك القصة

سيطلب بايدن من الكونغرس تمويلًا "عاجلًا" لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا - إكس
سيطلب بايدن من الكونغرس تمويلًا "عاجلًا" لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا - إكس
حاول الرئيس الأميركي من خلال ربطه بين الدفاع عن إسرائيل والدفاع عن أوكرانيا إيجاد الإجماع الذي ما زال يفتقر إليه في الكونغرس.

اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب إلى الأمّة، أنّ كلًا من حركة حماس الفلسطينية وروسيا تسعى "للقضاء على ديموقراطية مجاورة"، مشيرًا إلى أنّ تقديم دعم عسكري لإسرائيل وأوكرانيا يمثّل مصلحة حيويّة للولايات المتّحدة.

وخلال خطاب ألقاه من البيت الأبيض حاول بايدن حشد تأييد مواطنيه لتقديم الدعم لأوكرانيا وإسرائيل من خلال العزف على أوتار عدّة.

وسعى الرئيس الديموقراطي بداية لتصوير حماس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدوّين "للديموقراطية"، وذكّر مواطنيه بقوة بلادهم ومكانتها كـ"منارة للعالم" وحامية للحريات، مبينًا أنّ المساعدات التي تموّل من الخزينة العامة لا تذهب هباء منثورًا بل هي "استثمار ذكي" للدفاع عن أمنهم القومي "لأجيال مقبلة".

بايدن: حماس وروسيا يشكلان تهديدات مختلفة

وراح بايدن يقول: "إنّ حماس وبوتين يمثّلان تهديدات مختلفة، لكنهما يشتركان في هذا الأمر: كلاهما يريد القضاء بالكامل على ديموقراطية مجاورة".

وأضاف الرئيس الأميركي البالغ من العمر 80 عامًا في خطابه المتلفز أنّه سيطلب من الكونغرس الجمعة تمويلًا "عاجلًا" لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا "شريكتينا الأساسيتين".

وبيّن بايدن أنّ دعم هذين البلدين هو "استثمار ذكي سيؤتي ثماره عبر تعزيز الأمن الأميركي لأجيال مقبلة. سيساعدنا في إبقاء القوات الأميركية بمنأى من الأذى. سيساعدنا في بناء عالم أكثر أمانًا وسلامًا وازدهارًا، لأطفالنا وأحفادنا".

وأضاف: "إذا ابتعدنا عن أوكرانيا، وإذا أدرنا ظهرنا لإسرائيل"، فإنّ هذا الأمر ينطوي على "مخاطرة" كبيرة بالنسبة للولايات المتّحدة. وتابع "ببساطة، الأمر لا يستحقّ كلّ هذه المخاطرة".

وناشد بايدن الكونغرس، المنقسم بين مجلس شيوخ يهيمن عليه حلفاؤه الديوقراطيون ومجلس نواب مشلول حاليًا تسيطر عليه أغلبية جمهورية غارقة في خلافاتها الداخلية، التعالي على الانقسامات الحزبية "التافهة" لكي تؤدّي أميركا دورها في العالم كحامٍ للحرية، وفق قوله.

ومضى يقول في هذا السياق: "لا يمكننا أن نسمح لسياسات حزبية غاضبة وتافهة بأن تقف في طريق مسؤوليتنا كأمّة عظيمة. لا يمكننا أن نسمح، ولن نسمح، لإرهابيين مثل حماس ولطغاة مثل بوتين بأن ينتصروا. أنا أرفض السماح بحدوث ذلك".

وأردف بالقول إنّ "القيادة الأميركية تبقي العالم متماسكًا. تحالفات أميركا هي التي تبقينا، نحن الأميركيين، سالمين".

وأسفرت عملية "طوفان الأقصى" عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 3715 وتم خلالها أسر نحو 250 آخرين.

بالمقابل تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة لليوم الرابع عشر، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الخميس أنّ أكثر من 3785 فلسطينيًا استشهدوا في القطاع منذ بدء العدوان في السابع من الشهر الجاري، بينما أُصيب أكثر من 12 ألف شخص.

وقد أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع الرائد محمود بصل خلال حديث سابق لـ"العربي" أن غزة تباد، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال ما يزال يستهدف منازل المواطنين في قطاع غزة دون سابق إنذار، ما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء.

وعاد بايدن الخميس من زيارة إلى إسرائيل أكّد فيها لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وقوف الولايات المتّحدة إلى جانبهم بعد عملية "طوفان الأقصى".

وحاول الرئيس الأميركي من خلال ربطه بين الدفاع عن إسرائيل والدفاع عن أوكرانيا إيجاد الإجماع الذي ما زال يفتقر إليه في الكونغرس لإقرار طلبه العاجل تقديم دعم عسكري لكلا هذين البلدين، في الوقت الذي يعارض فيه كثيرون من الجمهوريين تقديم مساعدات عسكرية إضافية لكييف.

وبايدن الذي يخوض حملة للفوز بولاية ثانية سيطلب من الكونغرس الجمعة، بحسب مصدر مطلع على الملف، تخصيص ميزانية طائلة قدرها مئة مليار دولار لدعم أوكرانيا وإسرائيل وتايوان ومعالجة أزمة الهجرة على الحدود مع المكسيك.

وإذا كان خصوم بايدن الجمهوريون متردّدين في تقديم مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا، فإنّهم في طليعة المطالبين بمدّ إسرائيل بكلّ ما تحتاج إليه من دعم وبموقف متشدّد حيال الهجرة وبسياسة حازمة تجاه الصين.

كما استغلّ بايدن خطابه النادر (ثاني خطاب يلقيه من المكتب البيضاوي منذ تولّى السلطة) لطمأنة الناخبين إلى أنّ كبر سنّه لا يعيق طموحه للبقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية.

بايدن يطمئن المسلمين الأميركيين

وفي هذا الإطار ذكّر بايدن مواطنيه بالزيارة التاريخية التي قام بها إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي وكانت الأولى لرئيس أميركي إلى منطقة حرب لا تخضع لسيطرة جيشه.

وقال "بينما كنت أسير في كييف مع الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي وصفّارات الإنذار تدوّي من بعيد، شعرت أكثر من أيّ وقت مضى بما كنت أؤمن به دائمًا: أميركا منارة للعالم. هي كذلك اليوم. هي كذلك اليوم".

ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، سيطلب بايدن من الكونغرس 10 مليارات دولار لتمويل المساعدة العسكرية لإسرائيل، و60 مليار دولار لمواصلة دعم المجهود الحربي الأوكراني.

كما حرص بايدن على تحذير مواطنيه من مخاطر العنف ضدّ اليهود والمسلمين في الولايات المتّحدة، نتيجة التطورات الأخيرة في فلسطين.

وأشار بايدن إلى المسلمين الأميركيين وجريمة القتل العنصرية التي راح ضحيّتها السبت الماضي الطفل الأميركي من أصل فلسطيني وديع الفيوم الذي قُتل طعنًا بسكين قرب شيكاغو.

وقال بايدن مخاطبًا المسلمين الأميركيين الذين يخشون تكرار ما حدث لهم إثر اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 حين وصموا بالإرهاب: "أنتم واحد منّا (...) أنتم أميركيون".

وبعد إلقائه خطابه، اتّصل بايدن وزوجته جيل بوالد الطفل الفيوم لتقديم التعازي له والاطمئنان على صحّة زوجته التي أصيبت بجروح في الهجوم.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close