تتغيّر خريطة الطاقة العالمية، وتتغيّر معها إمدادات النفط وتقلّبات الأسعار التي تلقي بظلالها على الأسواق ومعدلات التضخم.
واتفقت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف "أوبك +" على تخفيض إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميًا، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ اعتبارًا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ويُعتبر القرار أكبر تخفيض في الإنتاج منذ جائحة كورونا عام 2020.
ويسعى التحالف من الاتفاق إلى عدم انخفاض الأسعار التي تراجعت بأكثر من 25% خلال الربع الثالث من العام الجاري نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي.
ويتوقّع مسؤولو تجارة الطاقة أن يقترب سعر خام برنت من 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام.
وردّت واشنطن على القرار، مشيرة إلى أنها يجب أن تكون أقل اعتمادًا على "أوبك بلس" وباقي المنتجين.
"خيبة أمل" جو بايدن
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن خيبة أمله تجاه قرار منظمة "أوبك بلس" واصفًا القرار بـ"القصير النظر".
وضغطت واشنطن باتجاه خفض الأسعار، تحت ذريعة أن إمدادات الطاقة يجب أن تلبي الطلب لدعم النمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين.
ومن شأن الخطوة التي اتخذها المجتمعون في فيينا أن تقلّص الإمدادات في سوق النفط، في وقت يحذر فيه مسؤولون من شركات الطاقة من أن الأسواق تعاني نقصًا، خصوصًا بعد تقلص إنتاج روسيا النفطي بأكثر من مليون برميل يوميًا.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج أوبك في أغسطس/آب الماضي، كان أقلّ من المستويات المتفق عليها بنحو ثلاثة ملايين ونصف المليون برميل يوميًا، بسبب نقص القدرات الكافية للإنتاج.
تحالف "أوبك+" يخفض إنتاج النفط بمليوني برميل يوميا#العربي_اليوم تقرير: محمود إبراهيم pic.twitter.com/z6f1fkOYBQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 6, 2022
تداعيات على الولايات المتحدة
ويشير وليام لورنس، المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وأستاذ العلوم السياسية، إلى أن رفع أسعار النفط يرفع إيرادات روسيا من نفطها وغازها، في ظل العقوبات الغربية التي تتعرض لها بسبب حربها على أوكرانيا.
ويضيف لورنس، في حديث إلى " العربي"، من واشنطن، أن الإيرادات ستتدفق على روسيا في الوقت الذي يحاول المجتمع الدولي الضغط عليها للحصول على تنازلات مع ازدياد خسائره الميدانية.
وإذ يوضح أن الإدارة الأميركية اتخذت اجراءات هائلة لتخفيض أسعار الطاقة ولدفع عجلة الاقتصاد لتخفيف آثار التضخم، يلفت إلى أن قرار "أوبك بلس" سينعكس سلبًا على الانتخابات النصفية الأميركية.
ويعتبر أن قرار المنظمة، وتحديدًا السعودية التي زارها بايدن لمناقشة زيادة الانتاج وتخفيض الأسعار، مؤشر على أن الرياض لا تبالي بمصالح الولايات المتحدة.
وفي هذا الاطار، يخلص إلى أن العديد من المسؤولين الأميركيين يطالبون باعادة تقييم العلاقات الأميركية- السعودية.