أعلن تحالف "أوبك+" الذي اجتمع في فيينا الأربعاء، خفض إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميًا؛ وهو القرار الذي وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"القصير النظر"، معربًا عن شعوره بخيبة أمل، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وأشار البيان الذي وقعه مستشار الأمن القومي جايك سوليفان وكبير المستشارين الاقتصاديين بريان ديس، إلى أن خفض الإنتاج سيضر بالدول "التي تعاني أصلًا" من ارتفاع الأسعار، بينما "يتعامل الاقتصاد العالمي مع استمرار التأثير السلبي" للهجوم الروسي على أوكرانيا.
بايدن وحزبه أمام مأزق
وتدارست الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+" المصدرة للنفط في اجتماعها بفيينا الأربعاء خفض الإنتاج لضمان عدم انخفاض الأسعار، التي تراجعت على مدار 6 أشهر متتالية بواقع 40 دولارًا من ذروتها في مارس/ آذار الماضي بفعل التباطؤ الاقتصادي.
وجاء قرار التحالف بخفض الإنتاج رغم تأكيد تقارير أن واشنطن مارست ضغوطًا كبيرة على دول منتجة؛ فهو يضع بايدن وحزبه الديموقراطي في مأزق من خلال فتح الباب لزيادات محتملة في أسعار الوقود، وذلك قبل خمسة أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي، التي يأمل الجمهوريون أن تمنحهم الغالبية في الكونغرس.
وبحسب البيان، فإن بايدن سيأمر بخفض احتياطي النفط الأميركي الإستراتيجي، ومن المقرر طرح 10 ملايين برميل في السوق الشهر المقبل في محاولة للحد من ارتفاع الأسعار.
الأسواق العالمية تترقب.. أعضاء "أوبك بلس" يبحثون خفض إنتاج النفط بعد تراجع الأسعار تقرير: محمود إبراهيم pic.twitter.com/M5j48OwBrj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 5, 2022
لكن الاحتياطيات تنفد بسرعة بعد عمليات السحب القياسية، التي أمرت بها الإدارة بدءًا من مارس/ آذار. وتُعد الاحتياطيات الآن عند أدنى مستوى لها منذ يوليو/ تموز 1984، وليس من الواضح متى تخطط الإدارة لإعادة تعبئتها.
وأفاد بيان البيت الأبيض، بأن عمليات السحب المقبلة ستستمر "حسب الاقتضاء لحماية المستهلكين الأميركيين وتعزيز أمن الطاقة، ووجّه (بايدن) وزيرة الطاقة لبحث أي إجراءات مسؤولة إضافية لمواصلة زيادة الإنتاج المحلي في المدى القريب".
وكشف أن "إدارة بايدن ستتشاور مع الكونغرس حول أدوات وآليات إضافية لتقليص تحكم أوبك في أسعار الطاقة".
ويضم تحالف "أوبك+" 23 عضوًا، 13 منهم أعضاء في "أوبك" بقيادة السعودية و10 شركاء منتجين من خارجها بقيادة روسية، وهم ينتجون 40% من إجمالي الإمدادات في السوق العالمية.
وكان هذا التحالف قد استعد لأكبر خفض للإنتاج منذ عام 2020 بما يتراوح بين نصف مليون إلى مليوني برميل.
وسيؤدي تخفيض الإنتاج إلى تقليص الإمدادات في سوق النفط، في وقت يحذر فيه مسؤولون بشركات الطاقة من معاناة الأسواق، لا سيما مع تقلص الإنتاج الروسي بمليون برميل يوميًا.
ولم تنتظر أسعار النفط قرار "أوبك+"، فواصلت تحقيق المكاسب مرتفعة فوق 90 دولارًا، فيما يتوقع التجار والمتعاملون أن يقترب خام برنت من 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام.
"ليس الخفض الأول ولا الأخير"
ويشير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة القطري الأسبق عبدالله بن حمد العطية، إلى أن النفط يعتمد اعتمادًا كليًا على ما يُسمى العرض والطلب وقوة السوق.
ويرى في حديثه إلى "العربي" من باريس، أن قرار "أوبك+" تخفيض الإنتاج جاء من قبل التحالف اعتقادًا بأن هذا الأمر سيجعل العرض والطلب على مستوى واحد.
ويتحدث عن تباين تاريخي بين المستهلكين و"أوبك+"؛ حيث إذا بدأت "أوبك" في ذلك الوقت بخفض الإنتاج بدأت الضغوطات و"اعتبار ذلك تدخلًا غير مقبول في السوق"، لافتًا إلى أن الأصوات ترتفع أيضًا إذا ارتفعت الأصوات.
ويؤكد أن هذا الخفض ليس الأول ولا الأخير، والتباين بين المعسكرين سيستمر بشكل طويل الأجل.