الأربعاء 18 Sep / September 2024

أوروبا تشكك بنوايا إيران النووية.. هل عادت المفاوضات إلى نقطة الصفر؟

أوروبا تشكك بنوايا إيران النووية.. هل عادت المفاوضات إلى نقطة الصفر؟

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" تلقي الضوء على تطورات المباحثات النووية الإيرانية (الصورة: رويترز)
أعادت طهران طرح مسائل مرتبطة بتعهّداتها الملزمة قانونًا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتي تم التوصل إليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

عادت المحادثات النووية الإيرانية إلى نقطة الصفر، بعد الرد الإيراني الذي اعتبره الغرب "سلبيًا"، وذلك في إجابة على الرد الأميركي على الاقتراح الأوروبي لإعادة إحياء اتفاق عام 2015.

وزادت حدة المواجهة بين الغرب وإيران، عقب إصدار الترويكا الأوروبية الموقعة على الاتفاق بيانًا هاجمت فيه الموقف الإيراني.

الموقف الأوروبي

وعبّرت قوى أوروبية السبت عن "شكوك جدية" في مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذرة من أن موقف طهران يقوّض احتمالات إحياء اتفاق 2015.

وقالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان مشترك: إنّ المقترح النهائي الذي طُرح على طهران يمثّل "الحد الأقصى لمرونة" القوى الأوروبية بشأن الملف.

وأضافت: "للأسف، اختارت إيران عدم استغلال هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة"، مشيرة إلى أن طهران "تواصل بدلًا من ذلك التصعيد في برنامجها النووي بشكل يتجاوز أي مبرر مدني معقول".

وأوضحت الدول الثلاث أن "هذا الطلب الأخير يثير شكوكًا جدية في نوايا إيران ومدى التزامها بالتوصل إلى نتيجة ناجحة فيما يتعلّق بخطة العمل الشاملة المشتركة".

استنكار إيراني

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، أن بيان الدول الأوروبية الثلاث بشأن مباحثات إحياء الاتفاق النووي "غير بناء" و"مؤسف"، محذرة في الوقت ذاته إياها من "تدمير" المسار الدبلوماسي.

وتعليقًا على الموقف الأوروبي الجديد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني: إنّه "من المفاجئ والمؤسف، بينما تستمر التفاعلات الدبلوماسية وتبادل الرسائل بين الأطراف المفاوضين ومنسق المباحثات من أجل إنجاز المباحثات، أن تصدر الدول الأوروبية الثلاث بيانًا كهذا"، معتبرًا أنه يشكل "انحرافًا عن مقاربة مثمرة في المفاوضات".

ورأى كنعاني السبت أن بيان الدول الأوروبية قريب من موقف إسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، والمعارضة بشدة للاتفاق الأساسي وللمفاوضات الأخيرة بشأنه.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "من المؤسف أن الدول الأوروبية الثلاث اتخذت خطوة على مسار النظام الصهيوني من أجل إفشال المفاوضات، ومن الواضح أنه في حال استمرت هذه المقاربة، عليهم أن يتحمّلوا المسؤولية عن النتائج".

عودة الاتفاق إلى نقطة الصفر

وكانت إيران أرسلت في وقت سابق من الشهر الماضي ردها الأخير على النص المقترح من الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق الذي بموجبه قيدت طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وأعادت طهران طرح مسائل مرتبطة بتعهّداتها الملزمة قانونًا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتي تم التوصل إليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان من الظاهر أن المفاوضين الأوروبيين يحققون تقدمًا باتجاه إحياء اتفاق العام 2015 مع موافقة إيران إلى حد كبير على نص المقترح النهائي. لكن درجة التفاؤل تراجعت عندما أرسلت الولايات المتحدة ردّها الذي ردت عليه إيران بدورها.

وصدر بيان القوى الأوروبية الثلاث بعد يوم على تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن رد إيران الأخير على مسألة إحياء الاتفاق النووي يمثّل خطوة "إلى الوراء". وأضاف: "لسنا على وشك الموافقة على اتفاق لا يفي بمتطلباتنا الأساسية".

القرار في تل أبيب؟

في هذا السياق، يرى الدبلوماسي الإيراني السابق عباس خامه يار أن هناك "حزمة من الضغوط الخارجية" التي أوصلت الوضع الحالي إلى ما هو عليه، بعد أن كان الجو الإيجابي يسود المحادثات".

ويشير خامه يار، في حديث إلى "العربي" من طهران، إلى أن "الزيارات الإسرائيلية المتكررة إلى أميركا في الساعات الأخيرة من قرب الوصول إلى اتفاق يدل على أن القرار لم يكن في واشنطن بل في تل أبيب".

ويقول: "البيان الأوروبي الأخير كان مبهمًا وغير واضح وغير شفاف، ويدل على وجود ضغوط خارجية".

ويضيف الدبلوماسي السابق: "هناك عرقلة إسرائيلية وقرار في واشنطن بأن تكون المفاوضات النووية بعد انتخابات الكونغرس الأميركي".

أكثر من خيار

من جهته، يعتبر الكاتب الصحافي مصطفى طوسة أن هناك عنصرين خلف الموقف الأوروبي الأخير، الأول يتمثّل في "غياب التعامل السلس" بين السلطات الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويشير طوسة، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن "العنصر الثاني هو عودة طهران لفرض شروط خلال المحادثات، كان الغرب قد رفضها في السابق".

ويقول: "المهم الآن أن الثلاثي الأوروبي الذي كان يدافع عن الاتفاق وعن إمكانية عودة إيران إليه، بدأ يتبنى موقفًا مهددًا لطهران".

ويضيف: "الوضع الآن بعد التطورات الأخيرة يفتح الباب أمام أكثر من خيار".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close