منح البرلمان الأوروبي أعلى وسام في مجال حقوق الإنسان، وهي جائزة ساخاروف لحرية الفكر، لزعيمي المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو غونزاليس أوروتيا "لتمثيلهما شعب فنزويلا الذي يكافح من أجل استعادة الحرية والديمقراطية"، بحسب صحيفة "الغارديان".
ترشح غونزاليس في انتخابات 2024 المتنازع عليها في فنزويلا بعد استبعاد ماتشادو كمرشحة المعارضة الديمقراطية ضد الرئيس الحالي، نيكولاس مادورو.
وشهدت الفترة التي سبقت الاقتراع قمعًا واسع النطاق، بما في ذلك اعتقالات وانتهاكات لحقوق الإنسان. اختبأت ماتشادو خوفًا على حياتها، وأصدرت محكمة فنزويلية مذكرة اعتقال بحق أوروتيا، الذي طلب اللجوء السياسي في إسبانيا.
أيدا العدالة والديمقراطية وسيادة القانون
وقالت روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي للنواب: "في سعيهم لتحقيق انتقال عادل وحر وسلمي للسلطة، أيدوا بلا خوف القيم التي يعتز بها الملايين من الفنزويليين والبرلمان الأوروبي: العدالة والديمقراطية وسيادة القانون".
وأضافت: "هذا البرلمان يقف إلى جانب شعب فنزويلا ومع ماريا وإدموندو في نضالهما من أجل المستقبل الديمقراطي لبلادهما. نحن واثقون من أن فنزويلا والديمقراطية سوف تنتصران في نهاية المطاف".
وتؤكد مجموعة ماتشادو أن لديها أدلة على فوز غونزاليس في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 يوليو/ تموز الماضي بفارق كبير، فيما يقول مادورو إنه الفائز.
وقد شكك مراقبون مستقلون، بما في ذلك الأمم المتحدة، في فوز مادورو. وفي قرار صدر الشهر الماضي، اعترف برلمان الاتحاد الأوروبي بغونزاليس رئيسًا شرعيًا لفنزويلا.
كيف علق أوروتيا على الفوز؟
وفي منشور على موقع إكس، قال أوروتيا إنه "يشعر بالفخر والامتنان" للحصول على الجائزة. وشكر ماتشادو، واصفًا إياها بـ"الشخصية الاستثنائية التي، بكل موهبتها السياسية وتفانيها المطلق وروحها التي لا تقهر، مهدت الطريق الذي نتبعه حاليًا، مع إبقاء شعلة الحرية مشتعلة في بلادنا".
كما أعرب المعارض الفنزويلي عن "امتنانه وفخره وإعجابه بمواطني الفنزويليين، الذين واجهوا وما زالوا يواجهون منذ سنوات، بأقصى قدر من الكياسة والشجاعة والتصميم، نظامًا ينتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي".
لكنه حذر من أن "الكفاح لم ينته بعد، حيث يصر النظام على عرقلة التغيير السياسي، ويرتكب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان جرائم ضد الإنسانية"، وحث أنصار الديمقراطية في كل مكان على المساعدة في "فرض التفويض السيادي للشعب الفنزويلي".
وأُطلقت جائزة الاتحاد الأوروبي، التي تحمل اسم أندريه ساخاروف، المنشق السوفييتي والحائز على جائزة نوبل للسلام، في عام 1988 لتكريم الأفراد أو الجماعات الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
ويقوم كبار المشرعين في الاتحاد الأوروبي باختيار الفائز من بين المرشحين الذين رشحتهم المجموعات السياسية المختلفة في البرلمان الأوروبي. وتقول الجمعية إن الجائزة هي "أعلى تكريم يقدمه الاتحاد الأوروبي للعمل في مجال حقوق الإنسان".
وسيتم تقديم الجائزة السنوية، والهبة التي تبلغ 54 ألف دولار، في حفل يقام في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا، في منتصف ديسمبر/ كانون الأول المقبل.